كتاب الشرح الكبير على المقنع - ت التركي

باب ذكر دخول مكة - ١٢٦٢ - مسألة: (ويطوف سبعا، يرمل فى الثلاثة الأول منها؛ وهو إسراع المشى مع تقارب الخطى، ولا يثب وثبا، ويمشى أربعا) - ج: 9 - ص: 93

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أن يَرْمُلُوا الأشْواطَ كُلَّها إلَّا الإِبقاءُ عليهم. مُتَّفَقٌ عليه (١). ولَنا، ما روَى ابنُ عُمَرَ، رَضِىَ اللهُ عنه، أنَّ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - رَمَل مِن الحَجَرِ إلى الحَجَرِ (٢). ومن رِوايَةِ مسلمٍ (٣) عن جابِرٍ، قال: رَأيْتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَمَل مِن الحَجَرِ حتى انْتَهَى إليه. وهذا يُقَدَّمُ على حديثِ ابنِ عباسٍ؛ لوُجُوهٍ، منها: أنَّ هذا إثْباتٌ، ومنها: أنَّ رِوايَةَ ابنِ عباسٍ إخْبارٌ عن عُمْرَةِ القضيَّةِ، وهذا إخْبارٌ عن فِعْلِه في حَجَّةِ الوَداعِ، فيكونُ مُتَأخِّرًا، فيَجِبُ تَقْدِيمُه، ومنها: أنَّ ابنَ عباسٍ كان صَغِيرًا في تلك الحالِ، وجابرٌ وابنُ عُمَرَ كانا رَجُلَيْن يَتَّبعان أفْعالَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ويَحْرِصَان على حِفْظِها، فهما أعْلَمُ. ويَحْتَمِلُ أَن يكونَ ما قالَه ابنُ عباسٍ اخْتَصَّ بالذِينَ كانُوا في عُمْرَةِ القَضيَّةِ لضَعْفِهم والإِبقاءِ عليهم، وما رُوِّيناه سُنَّةٌ في سائِرِ النّاسِ.

---

(١) أخرجه البخارى، في: باب كيف كان بدء الرمل، من كتاب الحج، وفى: باب عمرة القضاء. . . .، من كتاب المغازى. صحيح البخارى ٢/ ١٨٤، ٥/ ١٨١. ومسلم، في: باب استحباب الرمل في الطواف. . . .، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩٢١، ٩٢٢.
كما أخرجه أبو داود، في؛ باب في الرمل، من كتاب المناسك. سنن أبي داود ١/ ٤٣٦. والنسائى، في: باب العلة التى من أجلها سعى النبى - صلى الله عليه وسلم - بالبيت، من كتاب المناسلث. المجتبى ٥/ ١٨٣. والإمام أحمد، في:
المسند ١/ ٢٩٠، ٢٩٤، ٢٩٥.
(٢) أخرجه مسلم، في: باب استحباب الرمل. . . .، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩٢١. وأبو داود، في: باب في الرمل، من كتاب المناسك. سنن أبي داود ١/ ٤٣٦. وابن ماجه، في: باب الرمل حول البيت، من كتاب المناسك. سنن ابن ماجه ٢/ ٩٨٣. والإمام مالك، في: باب الرمل في الطواف، من كتاب الحج. الموطأ ١/ ٣٦٥. والإمام أحمد، في: المسند ٢/ ٤٠، ٥٩، ٧١، ١٠٠، ١١٤، ١٢٣، ١٥٥، ١٥٧.
(٣) في: باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩٢١.