للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عن عائِشةَ، رَضِيَ الله عنها، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دَخَل عليها مَسْرُورًا تَبْرُقُ أسَارِيرُ وَجْهِه، فقال: «ألمْ تَرَي أنَّ مُجَزِّزًا المُدْلِجِيَّ نَظَر آنِفًا إلَى زَيدٍ وَأُسَامَةَ وَقَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُما وَبَدَتْ أقْدَامُهُمَا، فَقَال: إنَّ هَذِهِ الأقْدَامَ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ؟». مُتَّفَق عليه (١). فَلولا جَوازُ الاعْتِمادِ على القيَافَةِ لَما سُرَّ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ولا اعْتَمَدَ عليه، ولأن عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه، قَضَى به بحَضْرَةِ الصَّحابةِ، فلم يُنْكِرْه مُنْكِر، فكان إجْماعًا، ويَدُلُّ على ذلك قولُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في وَلَدِ المُلاعِنَةِ: «انْظُرُوهَا، فَإنْ جَاءَتْ بِهِ حَمْشَ السَّاقَين (٢) كَأنه وَحَرَةٌ (٣)، فَلَا أرَاهُ إلا قَدْ كَذَبَ عَلَيهَا، وَإنْ جَاءَت بِهِ جَعْدًا، جُمالِيًّا (٤)، سَابغَ الألْيَتَين، خَدَلَّجَ السَّاقَين (٥)، فَهُوَ للَّذِي رُمِيَتْ بِهِ».


(١) أخرجه البخاري، في: باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، من كتاب المناقب، وفي: باب مناقب زيد بن حارثة مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -، من كتاب الفضائل، وفي: باب القائف، من كتاب الفرائض. صحيح البخاري ٤/ ٢٢٩، ٥/ ٢٩، ٨/ ١٩٥. ومسلم، في: باب العمل بإلحاق القائف الولد، من كتاب الرضاع. صحيح مسلم ٢/ ١٠٨١، ١٠٨٢.
كما أخرجه أبو داود، في: باب في القافة، من كتاب الطلاق. سنن أبي داود ١/ ٥٢٦. والترمذي، في: باب ما جاء في القافة، من أبواب الولاء. عارضة الأحوذي ٨/ ٢٩٠، ٢٩١. والنسائي، في: باب القافة، من كتاب الطلاق. المجتبى ٦/ ١٥١، ١٥٢. وابن ماجه، في: باب القافة، من كتاب الأحكام. سنن ابن ماجه ٢/ ٧٨٧. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٨٢، ٢٢٦.
(٢) حمش الساقين: أي رقيقهما.
(٣) الوحرة: وزغة تكون في الصحارى، كسامٍّ أبرصَ، لا تطأ شيئًا من طعام أو شراب إلا سمَّته.
(٤) جمالى: ضخم الأعضاء تام الأوصال، كأنه الجمل.
(٥) خدلج الساقين: ممتلؤهما.