عشرة سنة وتسعة أشهر وأياما يسيرة، وهى ستة أيام، ووليها سنة وسبعة أشهر، بتقديم السين، شريكا لابنه السيد بركات، وهو الساعى له فى ذلك، وولى نيابة السلطنة سبع سنين إلا شهرا وأياما، وولى ابنه السيد أحمد عوضه نصف الإمرة الذى كان بيده، قبل أن يلى نيابة السلطنة.
وما ذكرناه فى مدة ولايته لإمرة مكة، مستقلا وشريكا لولده بركات، هو باعتبار تاريخ الولاية بمصر، لا باعتبار وصول الخبر بذلك إلى مكة. وكذلك ما ذكرناه فى مدة ولايته لنيابة السلطنة، هو باعتبار تاريخ الولاية والعزل، لا باعتبار بلوغ الخبر بهما إلى مكة فتكون ولايته على مكة أميرا ونائبا للسلطنة، عشرين سنة وثلاثة أشهر إلا أربعة أيام. وربما زاد ذلك أياما قليلة وبعض أيام قليلة. وسنوضح ذلك أكثر من هذا وغيره من خبره. وذلك أنه ولد فى سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريبا، ونشأ فى كفالة أخيه أحمد مع أخيه على بن عجلان أمير مكة الآتى ذكره، حتى مات أحمد. ويقال: إن أحمد استولى على ذهب جيد تركه عجلان لابنيه حسن وعلى، ولأخ لهما شقيق لعلى، ولاءم المذكوران كبيشا بعد قتل محمد بن أحمد بن عجلان، ثم سافر حسن بعد الحج من سنة تسع وثمانين وسبعمائة إلى مصر، لتأييد أمر أخيه علىّ فى إمرة مكة، فإنه ولى إمرتها فى أثناء سنة تسع وثمانين وسبعمائة، عوض عنان، وما تمكن من دخولها، ثم ولى نصف إمرتها شريكا لعنان بعد أن حضر إلى السلطان بمصر فى النصف الأخير من رمضان من هذه السنة.
ووصل مع الحاج فى هذه السنة، ودخل مكة فى أول ذى الحجة بعد مفارقة عنان وأصحابه مكة، وعاد حسن إلى مكة، ومعه جماعة من التّرك، لتأييد أخيه علىّ، ثم حصل بين مقدمهم وبين حسن منافرة بالمروة. فقال المقدم ـ وأنا أسمع ـ لحسن: أنت صغير، فسمعت حسنا يقول له: إن كنت عندك صغيرا، فأنا عند الله كبير. فاستدللت بذلك على تيقظه.
وكان وصوله بهذا العسكر فى ربيع الآخر أو جمادى الأولى من سنة تسعين وسبعمائة. وكان ملائما لأخيه علىّ فى غالب مدة ولايته، وأخوه مكرم له، وما ظهر بينهما منافرة فاحشة، إلا فى وقتين، بان فيهما حسن عن علىّ، وغزا فى كلا الوقتين أخاه بمكة، فدخلها فى المرة الأولى هجما فى جماعة من أصحابه، وخرجوا منها من فورهم، وقتل بعضهم شخصا يقال له بحر. وذلك فى أول سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، والغزوة الأخرى فى سنة سبع وتسعين وسبعمائة، فى جمادى الآخرة منها.