الجنة، فاستقبلتنى جارية شابة، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة». وروى حماد بن سلمة، عن أبى هارون العبدى عن أبى سعيد مثله. انتهى.
ولعله قال ذلك بالشهادة فى سبيل الله، فإنه استشهد فى غزوة مؤتة، فى جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، وكان النبى صلى الله عليه وسلم أمره على هذه الغزوة، وقال: إن قتل زيد فجعفر بن أبى طالب، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة، فاستشهدا أيضا.
وقال النووى فى ترجمة جعفر بن أبى طالب: وقبره وقبر صاحبيه، زيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، مشهور بأرض مؤتة من الشام، على نحو مرحلتين من بيت المقدس، رضى الله عنهم.
وقال الذهبى فى العبر، سنة ثمان: فى جمادى الأولى، وقعة مؤتة بقرب الكرك، فذكر القصة.
وقال ابن عبد البر: ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعى جعفر بن أبى طالب وزيد بن حارثة، بكى وقال:«أخواى ومؤنساى ومحدثاى». انتهى.
وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم، فى حزنه على زيد وجعفر، غير ما خبر، فلا نطول بذكرها، ولا بذكر ما بقى من مناقبه فإنها مشهورة.
وقال النووى: وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر، وكان هو البشير إلى المدينة بنصر المسلمين يوم بدر، وكان من الرماة المذكورين.
ثم قال النووى: قال العلماء: ولم يذكر الله عزوجل فى القرآن باسم العلم، من أصحاب نبينا وغيرهم من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، إلا زيدا، فى قوله تعالى:(فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً)[الأحزاب: ٣٧] ولا يرد هنا على هذا، قول من قال:«السجل» فى قوله تعالى: (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)[الأنبياء: ١٠٤] اسم كاتب، فإنه ضعيف أو غلط.
وقال النووى أيضا: وآخا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينه وبين جعفر بن أبى طالب رضى الله عنهما. انتهى.
كذا فى نسخة من تهذيب الأسماء واللغات، وأخشى أن يكون وهما من الناسخ، فإن ابن الأثير قال: وآخا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، وكذلك قال المزى فى التهذيب، ويؤيد قولهما، أن فى الصحيحين من حديث البراء بن عازب، أن النبىصلى الله عليه وسلم، لما خرج ـ يعنى من مكة ـ تبعتهم ابنة حمزة تنادى: يا عم، فتناولها علىّ