وقال الزبير: وحدثنى محمد بن الضحاك، عن جدى عبد الله بن مصعب، عن هشام ابن عروة قال: أوصى الزبير بثلث ماله، قال: وقسم عبد الله بن الزبير ثلث ماله وهو حى.
قال الزبير: وحدثنى وهب بن جرير، عن أبيه قال: لما ظهر طلحة والزبير، على عثمان بن حنيف، وكان عاملا لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه على البصرة، أمر عبد الله بن الزبير، وكان يصلى بالناس، وكان أول ما علم من ابن الزبير، أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان وهو صبى، فمر رجل فصاح عليهم، ففروا، ومشى ابن الزبير القهقرى وقال: يا صبيان، اجعلونى أميركم، وشدوا بنا عليه.
ومر به عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو صبى يلعب مع الصبيان، ففروا ووقف، فقال له: ما لك لم تفر مع أصحابك؟ قال: يا أمير المؤمنين، لم أجرم فأخاف، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك.
وقال الزبير: وحدثنى عمى مصعب بن عبد الله، أن عبد الله بن الزبير، استقطع من أبى بكر رضى الله عنه فى خلافته سلعا، فقال له أبو بكر الصديق رضى الله عنه: ما تصنع به؟ فقال له ابن الزبير: إن لنا جبلا بمكة يقال له جبل خويلد، فأحب أن يكون لنا بالمدينة مثله، فأقطعه أبو بكر الصديق رضى الله عنه ناحية من سلع، فبنى عليه ابن الزبير [ .... ](٣) ولا يعرف لهما اليوم أثر.
قال الزبير: وحدثنى عمى مصعب بن عبد الله، قال: غزا عبد الله بن الزبير أفريقية مع عبد الله بن سعد بن أبى سرح العامرى، فحدثنى الزبير بن خبيب، وأبى، عبد الله بن مصعب، قالا: قال عبد الله بن الزبير: هجم علينا جرجير معسكرا فى عشرين ومائة ألف، فأحاطوا بنا من كل مكان، وسقط فى أيدى المسلمين، ونحن فى عشرين ألفا من المسلمين، واختلف الناس على ابن أبى سرح، فدخل فسطاطا له فخلا فيه، فرأيت غرة من جرجير، بصرت به خلف عساكره على برذون أشهب، معه جاريتان تظللان عليه بريش الطواويس، بينه وبين جنده أرض بيضاء ليس فيها أحد، فخرجت أطلب ابن أبى سرح، فقيل قد خلا فى فسطاطه، فأتيت حاجبه، فأبى يأذن لى عليه، فدرت من كسر الفسطاط، فدخلت عليه فوجدته مستلقيا على ظهره، فلما دخلت عليه، فزع واستوى جالسا، فقلت له:«إيه إيه. كل أزب نفور! » قال: ما أدخلك على يابن الزبير؟ . قلت: إنى رأيت عورة من العدو، فاخرج فاندب لى الناس، قال: وما هى؟ . قال: فأخبرته،