وقال: كنت يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيته، فقال:«أتدرون من معنا فى البيت؟ ». قلت: من يا رسول الله؟ . قال:«جبريل» فقلت: السلام عليك يا جبريل ورحمة الله وبركاته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنه قد رد عليك».
قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل.
وقال أبو هريرة: ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب بيده، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب ما سمع منه، فأذن له، وكان يكتب بيده ويعى بقلبه، وإنما كنت أعى بقلبى.
وقال مجاهد: أتيت عبد الله بن عمرو، فتناولت صحيفة تحت فرشه، فمنعنى. قلت: ما كنت تمنعنى شيئا! قال: هذه الصحيفة الصادقة. هذه ما سمعت من رسول اللهصلى الله عليه وسلم، ليس بينى وبينه أحد، إذا سلمت لى هذه، وكتاب الله، والوهط، فما أبالى ما كانت عليه الدنيا.
وقال: لخير أعمله اليوم، أحب إلىّ من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا.
وقال: لو تعلمون حق العلم، لسجدتم حتى تتقصف ظهوركم، ولصرختم حتى تنقطع أصواتكم، فابكوا، فإن لم تجدوا البكاء فتباكوا.
وقال يعلى بن عطاء، عن أمه، أنها كانت تصنع الكحل لعبد الله بن عمرو؛ وأنه كان يقوم بالليل، فيطفئ السراج، ثم يبكى، حتى وسعت عيناه.
وقال عبد الله: لأن أدمع دمعة من خشية الله تعالى، أحب إلىّ من أن أتصدق بألف دينار.
وقال سليمان بن ربيعة: إنه حج فى عصابة من قراء أهل البصرة، فقالوا: والله لا نرجع أو نلقى أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضيّا، يحدثنا بحديث. فلم نزل نسأل، حتى حدثنا أن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما نازل فى أسفل مكة، فعمدنا إليه، فإذا نحن بثقل عظيم، يرتحلون ثلاثمائة راحلة: منها مائة راحلة، ومائتا زاملة. فقلنا: لمن هذا الثقل؟ . فقالوا: لعبد الله بن عمرو. فقلنا: هذا كله له؟ ـ وكنا نتحدث أنه من أشد الناس تواضعا ـ فقالوا: أما هذه المائة راحلة، فلإخوانه، يحملهم عليها وأما المائتان، فلمن ينزل عليه من أهل الأمصار ولأضيافه، فعجبنا من ذلك. فقالوا: لا تعجبوا من هذا! فإن عبد الله رجل غنى، وإنه يرى حقا عليه، أن يكثر من الزاد لمن نزل عليه من