الناس، فقلنا: دلونا عليه. فقالوا: إنه فى المسجد الحرام، فانطلقنا نطلبه، حتى وجدناه فى دبر الكعبة، جالسا بين بردتين وعمامة، وليس عليه قميص، قد علق نعليه فى شماله.
وقال ابن شهاب: سأل عمرو بن العاص عبد الله ابنه. ما العى؟ قال: إطاعة المفسد وعصيان المرشد. قال: فما البله؟ قال: عمى القلب وسرعة النسيان.
وقال ابن أبى مليكة: كان عبد الله بن عمرو يأتى الجمعة من المغمس فيصلى الصبح. ثم يرتفع الحجر، فيسبح ويكبر حتى تطلع الشمس، ثم يقوم فى جوف الحجر. فيجلس إليه الناس.
وقال عبد الله: لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة، أحب إلىّ من أن أكون عاشر عشرة أغنياء، فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا، يقول: يتصدق يمينا وشمالا.
وقال: من سقى مسلما شربة ماء، باعده الله من جهنم شوط فرس.
وقال: كان يقال: دع ما لست منه فى شئ، ولا تنطق فيما لا يعنيك، واخزن لسانك بخزن ورقك.
وقال: إن فى الناموس الذى أنزل الله تعالى على موسى عليه السلام: إن الله تعالى يبغض من خلقه ثلاثة: الذي يفرق بين المتحابين، والذي يمشى بالنمائم، والذي يلتمس البرئ ليعيبه.
وقال له رجل: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ قال: ألك امرأة تأوى إليها؟ قال: نعم.
قال: أفلك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فلست من فقراء المهاجرين، فإن شئتم أعطيناكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان. فقالوا: نصبر ولا نسأل شيئا.
وقال: ألا أخبركم بأفضل الشهداء عند الله تبارك وتعالى منزلة يوم القيامة، الذين يلقون العدو وهم فى الصف، فإذا واجهوا عدوهم، لم يلتفت يمينا ولا شمالا، واضعا سيفه على عاتقه، يقول: اللهم إنى اخترتك اليوم فى الأيام الخالية، فيقتل على ذلك، فذلك من الشهداء الذين يتلبطون الغرف العلى من الجنة حيث شاءوا.
وقال إسماعيل بن رجاء عن أبيه: كنت فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فى حلقة فيها أبو سعيد الخدرى، وعبد الله بن عمرو، رضى الله عنهم، فمر بنا الحسين بن علىّ رضى الله عنهما، فسلم فرد عليه القوم. فسكت عبد الله بن عمرو حتى فرغوا، ثم رفع عبد الله صوته، فقال: وعليك رحمة الله وبركاته، ثم أقبل على القوم، فقال: ألا أخبركم