للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مع أمير الحاج المجدى، وأراد عجلان منعهما من دخول مكة، ثم إن المجدى أصلح بين الأخوين، على أن يكون لكل منهما نصف البلاد، بموافقة ثقبة على ذلك.

وفى سنة ثلاث وخمسين، توجه عجلان إلى ناحية اليمن، فلقى جلبة وصلت من اليمن فيها عبد القاضى شهاب الدين الطبرى قاضى مكة، وجماعة من أهل مكة فأخذ ما فيها.

وكان قدرا جسيما، وبعد فعله هذا بأيام، زالت إمرته من مكة؛ لأن أخاه ثقبة لما بلغه فعل عجلان هذا، توجه إلى عجلان، وعجلان فى قلة من أصحابه، وغرّه بالصلح. فوثب عليه، وقيد معه على بن مغامس بن واصل الزباع، وأخذ جميع ما كان مع عجلان من الخيل والإبل، فلما كان الليل، ورقد الموكّل بعجلان، فخلع عجلان القيد من رجليه، وكان واسعا، وهرب إلى امرأة من الفريق الذى كانوا فيه فانزوى إليها، وعرّفها بنفسه، وسألها أن تخفيه، فقالت له: ما تخشى من ثقبة؟ فقال لها: لا بأس عليك، أنا أتحيّل فى إخفائى، بأن أحفر حفرة تغيّبنى، وأقعد فيها، وحطّى علىّ أمتعتك ولا عليك. فلما انتبه الموكل بعجلان فقده، فلم يجده. فذهب إلى ثقبة، وعرفه الخبر.

فأخذ هو وأصحابه فى طلب عجلان فلم يجدوه، وأتى إلى بيت المرأة التى هو مختف عندها، ودوره بنفسه، فلم يجد عجلان فيه. فلما كان الليل، أركب فرسا وراح إلى بنى شعبة باليمن.

وفى سنة أربع وخمسين: توجه عجلان إلى نخلة، بعد أن كان فى أول السنة بالواديين، وأخذ منها المال الذى كان نهبه، وقصد الجديد، وفرق المال، وأقام بالجديد، إلى آخر السنة، فلما آن وقت وصول الحاج، وسمع أن البلاد لأخيه ثقبة، وليس له فيها أمر، ارتحل إلى الحردة، وبعث إليه أمير الحاج المصرى، وهو الأمير عمر شاه بأمان، وأمره أن يصل إليه ويصلح بينه وبين أخيه.

فتوجه إليه عجلان ولقيه بالجموم، وأخلع أمير الركب على عجلان، وسار معه إلى مكة. فلما أن وصل الأمير إلى الزاهر، خرج إليه ثقبة وإخوته على جارى العادة، لتلقى الأمير وخدمة المحمل. فأحاط به أصحاب الأمير، وسألوا ثقبة فى الإصلاح بينه وبين أخيه عجلان، فأبى إلا أن يكون السلطان رسم بذلك، وصمّم على ذلك.

فقبض عليه وعلى إخوته ودخلوا بهم مكة محتاطين عليهم؛ وأمّر الأمير عجلان على مكة، فقبض عجلان البلاد، وذهب أمير الركب بالأشراف إلى مصر تحت الحوطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>