القرب، كتاب من جهة عطيفة أمير مكة، يذكر أن رميثة قد حلف له بنو حسن، وقد أظهر مذهب الزيدية، وجاء معه كتاب آخر، من جهة مملوك هنالك لنائب السلطنة، وفيه مثل ما فى كتاب عطيفة، وقد تحرّج السلطان من هذا الأمر، واشتد غضبه على رميثة. انتهى.
وذكر ابن الجزرى ما يقتضى أن عطيفة كان أمير مكة فى سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، لأنه قال فى أخبار هذه السنة: ورد كتاب من القاهرة مورّخ بشهر شعبان، أن السلطان أعز الله نصره، أبطل المكس المتعلق بالمأكول بمكة فقط، وعوّض صاحب مكة الأمير الشريف عطيفة ثلثى دماميل من صعيد مصر. انتهى.
وذكر ابن الجزرى أيضا فى تاريخه، ما يقتضى أن رميثة كان أميرا على مكة، شريكا لعطيفة فى بعض سنى عشر الثلاثين وسبعمائة، لأنه ذكر أنه سأل المحدث شهاب الدين المعروف بابن العديسة، بعد قدومه إلى دمشق من الحج فى سنة خمس وعشرين وسبعمائة، عن أمور تتعلق بالحجاز وغيره، وأنه قال: والحكام يومئذ على مكة: الأميران الشريفان: أسد الدين رميثة، وسيف الدين عطيفة، ولدا أبى نمىّ. انتهى.
وذكر الجزرى أيضا، ما يقتضى أن عطيفة كان منفردا بإمرة مكة، فى سنة ست وعشرين وسبعمائة، لأنه قال: وصل أيضا مرسوم كريم من السلطان، إلى السيد عطيفة، بتبطيل مقام الزيدية، والإنكار عليه فى ذلك، وفى أمور حدثت بمكة؛ فدخل السيد عطيفة عند وصول المرسوم الكريم، وأخرج إمام الزيدية إخراجا عنيفا، ونادى بالعدل فى البلاد، وحصل بذلك سرور عظيم للمسلمين. انتهى.
وإمام الزيدية المشار إليه، هو فيما أظن، رجل شريف كان يصلى بالزيدية، بين الركنين اليمانى والحجر الأسود، فإذا صلى صلاة الصبح، وفرغ من الصلاة، دعا بدعاء مبتدع، وجهر به صوته، وهو: اللهم صلى على محمد، وعلى أهل بيته المصطفين الأطهار، المنتخبين الأخيار، الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا. اللهم انصر الحق والمحقين، واخذل الباطل والمبطلين، ببقاء ظل أمير المؤمنين، ترجمان البيان وكاشف علوم القرآن، الإمام ابن الإمام ابن الإمام، محمد بن المطهر بن يحيى ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى للدين أحيى، إمام المتقين وحجاب الصائمين. اللهم انصره وشعشع أنواره واقتل حساده، واكبت أضداده. مع زيادات على هذا. وكان إذا صلى صلاة المغرب، دعا أيضا بهذا الدعاء، وجهر به صوته، فى هاتين الصلاتين.