للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: من طلب الطريق إليه لنفسه تاه فى أول قدم، ومن أريد به الخير، دلّ على الطريق، وأعين على بلوغ المقصد (٥).

وقال: «من استغنى بالله، أحوج الله الخلق إليه، ومن افتقر إلى الله وصحّح فقره إليه؛ بملازمة آدابه أغناه الله به عن كل ما سواه».

وقال: من أعرض عن مشاهدة ربه، شغله الله تعالى بطاعته وخدمته، ولو بدا له نجم الاحتراق، لغيّبه عن وسواس الافتراق.

وقال: المعجب بعمله مستدرج، والمستحسن لشيء من أحواله ممكور به. والذى يظن أنه موصول فهو مغرور.

وقال: التصوف، الانقياد إلى الحق.

وقيل له: من الفقير الصّادق؟ فقال: الذى يسكن إلى مضمون الله تعالى له، ويزعجه دخول الأرفاق عليه، من أىّ وجه كان.

وقال: عرض علىّ طعام فامتنعت منه، فضربت بالجوع أربعين يوما، حتى علمت أنى قد عوقبت، فاستغثت الله تعالى وتبت، فزال ما بى عند ذلك.

وقال: كنت مجاورا بمكة، فوقع لى انزعاج، فخرجت أريد المدينة، فلما وصلت إلى قبر ميمونة، إذا بشاب مطروح، فعدلت إليه وهو ينزع، فقلت له: قل لا إله إلا الله، ففتح عينيه، وقال [من الخفيف]:

أنا إن متّ فالهوى حشو قلبى ... وبداء الهوى يموت الكرام

ثم مات وغسّلته وكفّنته، وصلّيت عليه، فلما فرغت، سكن ما كان بى من إرادة السّفر، فرجعت إلى مكة.

وقال: ولما مرض أبو يعقوب النّهرجورىّ مرض وفاته، قلت له وهو فى النزع: قل لا إله إلا الله، فتبسّم إلىّ وقال: إياى تعنى؟ وعزة من لا يذوق الموت، ما بينى وبينه إلا حجاب العزة، وانطفأ من ساعته، فكان المزّين يأخذ بلحيته بعد ذلك يقول: حجّام مثلى يلقّن أولياء الله الشهادة، واخجلتاه منه، ويبكى إذا ذكر هذه الحكاية.

وقال: دخلت البادية على التجريد حافيا حاسرا، وكنت قاعدا على بركة الربده؟ ؟ ؟ (٦)،


(٥) انظر: الموضع السابق.
(٦) هكذا فى الأصل بلا نقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>