رضى الله عنه قال: كان إسلام عمر رضى الله عنه فتحا، وهجرته نصرا، وإمامته رحمة، فلقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلّى فى البيت، حتى أسلم عمر رضى الله عنه، فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا فصلينا.
وعن حذيفة رضى الله عنه، قال: لما أسلم عمر رضى الله عنه، كان الإسلام كالرجل المقبل، لا يزداد إلا قربا، فلما غيل، كان الإسلام كالرجل المدبر، لا يزداد إلا بعدا.
وكان إسلامه فى السنة السّادسة من النبوة، على ما قال ابن سعد، وذلك بعد دخول النبى صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهى الدار المعروفة بدار الخيزران عند الصفا، بعد أربعين رجلا، وإحدى عشرة امرأة، وقيل عبد أربعين رجلا، وعشرة نسوة، قاله سعيد بن المسيّب.
وسبب إسلامه، أن فاطمة أخته، زوجة سعيد بن زيد، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلمت هى وزوجها، فسمع بذلك عمر، فقصدهما ليعاقبهما، فلما صار إليهما، قرئ عليه القرآن، فأوقع الله فى قلبه الإسلام فأسلم، فجاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهم مختفون فى دار الأرقم، فأظهر إسلامه، فسرّ المسلمون بذلك كثيرا، ثم خرج إلى مجامع قريش، فنادى بإسلامه، فضربه جماعة منهم، فأجاره خاله العاصى بن وائل السّهمىّ، فكفّوا عنه، ثم لم تطب نفس عمر حين رأى المسلمين يضربون، وهو لا يضرب فى الله تعالى لجوار خاله، فردّه عليه، وصار يضارب المشركين ويضاربونه كسائر المسلمين، إلى أن أظهر الله الإسلام.
وكان قبل إسلامه شديدا على المسلمين، فاستجاب الله فيه دعوة نبيّهصلى الله عليه وسلم، وكان دعا الله أن يعزّ به الإسلام، أو بأبى جهل بن هشام، ولما همّ بالهجرة إلى المدينة تقلد سيفه، وتنكّب قوسه، وانتضى فى يده أسهما، وأتى إلى الكعبة وأشراف قريش بفنائها، فطاف سبعا، وصلّى ركعتين عند المقام، ثم أتى حلقهم واحدة واحدة، ثم قال: شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمّه، ويوتم ولده، وترمل زوجته، فليلحقنى وراء هذا الوادى، فما تبعه منهم أحد. روينا ذلك عن على بن أبى طالب رضى الله عنه.
ـ ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبى جهل أو بعمر بن الخطاب. قال: وكان أحبهما إليه عمر قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر.