نمت بك أعراق الزبير وهاشم ... وعرق سرى من خالد بن سعيد
وذكر ابن الأثير شيئا من خبره، فنذكره لما فيه من الفائدة، ونصّ ما ذكره فى أخبار سنة ستين من الهجرة:
وفى هذه السنة، عزل الوليد بن عتبة عن المدينة، عزله يزيد، واستعمل عليها عمرو ابن سعيد الأشدق، فقدمها فى رمضان، فدخل عليه أهل المدينة، وكان عظيم الكبر، واستعمل على شرطته عمرو بن الزبير، لما كان بينه وبين أخيه عبد الله من البغضاء، فأرسل إلى نفر من أهل المدينة فضربهم ضربا شديدا، لهواهم فى أخيه عبد الله، منهم أخوه المنذر بن الزبير، وابنه محمد بن المنذر، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وغنم بن عبد الله بن حكيم بن عبد الله بن حزام، ومحمد بن عمّار بن ياسر، وغيرهم. فضربهم الأربعين إلى الخمسين إلى الستين، فاستشار عمرو بن سعيد، عمرو بن الزبير، فيمن يرسله إلى أخيه، فقال: لا توجّه إليه رجلا أنكى له منّى! فجهّز معه الناس، وفيهم أنيس بن عمرو الأسلمى فى سبعمائة.
ثم قال: وقيل إن يزيد، كتب إلى عمرو بن سعيد ليرسل عمرو بن الزبير إلى أخيه عبد الله، ففعل، فأرسله ومعه جيش نحو ألفى رجل، فنزل أنيس بذى طوى، ونزل عمرو بالأبطح، فأرسل عمرو إلى أخيه: برّ يمين يزيد ـ وكان حلف أن لا يقبل بيعته، إلا أن يؤتى به فى جامعة ـ فتعال حتى أجعل فى عنقك جامعة من فضة، لا ترى، ولا يضرب الناس بعضهم ببعض، فإنك فى بلد حرام فأرسل عبد الله بن الزبير، عبد الله بن صفوان، نحو أنيس فيمن معه من أهل مكة، ممن اجتمع إليه، فهزمه ابن صفوان بذى طوى، وأجهز على جريحهم، وقتل أنيس بن عمرو، وسار مصعب بن عبد الرحمن إلى عمرو بن الزبير، فتفرّق عن عمرو أصحابة، فدخل دار ابن علقمة، فأتاه أخوه عبيدة فأجاره، ثم أتى عبد الله فقال له: إنى قد أجرت عمرا، فقال: أتجير من حقوق الناس! هذا ما لا يصلح. وما أمرتك أن تجير هذا الفاسق المستحلّ حرمات الله، ثم أقاد من عمرو كلّ من ضربه، إلا المنذر وابنه، فإنهما أبيا أن يستقيدا، ومات تحت السّياط. انتهى.
وفى تاريخ الإسلام للذهبى، من خبر عمرو بن الزبير، الذى ذكره بن الأثير، ما يواقفه وما يخالفه، وغير ذلك من خبره، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة: