وعمر فى سنة أربع وأربعين ومائة، وفى سنة تسع وعشرين وستمائة.
ومن ذلك: مسجد بمنى عند الدار المعروفة بدار النحر، بين الجمرة الأولى والوسطى على يمين الصاعد إلى عرفة، يقال: إن النبى صلى الله عليه وسلم صلى فيه الضحى ونحر هديه. وما عرفت من خبر عمارته سوى أنه بنى فى سنة خمس وأربعين وستمائة بعد.
ومن ذلك: مسجد بلحف ثبير بمنى، يقال له: مسجد الكبش ـ وهو الكبش الذى فدى به إسماعيل بن إبراهيم، أو إسحاق بن إبراهيم على الخلاف فى أيهما الذبيح.
وذكر الفاكهى خبرا يقتضى أن هذا الكبش نحر بين الجمرتين بمنى. وهذا يخالف ما سبق. والله أعلم.
ومن ذلك: مسجد الخيف بمنى، وهو مشهور عظيم الفضل، لأن فيه صلى سبعون نبيا، وفيه قبر سبعين نبيا، على ما رويناه مرفوعا فى البزار. والأول من الطبرانى الكبير مرفوعا.
وممن قبر فيه على ما قيل: آدم عليه السلام.
وفى رواية أبى هريرة رضى الله عنه أنه أحد المساجد التى تشد إليها الرحال وإسناد الحديث إليه ضعيف. وجاء عنه ما يقتضى استحباب زيارته كل سبت.
ومصلى النبى صلى الله عليه وسلم فيه أمام المنارة قريبا منها، وعمر مرات. وفى أصله طرف من ذلك.
ومن ذلك: المسجد الذى اعتمرت منه عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها فى حجة الوداع.
وهذا المسجد بالتنعيم. واختلف فيه.
فقيل: إنه المسجد الذى يقال له مسجد الهليلجة بشجرة كانت فيه. وهو المتعارف عند أهل مكة على ما ذكر سليمان بن خليل.
وقيل: إنه المسجد الذى أمامه إلى طريق الوادى، وبقربه بئر.
ورجح هذا القول: المحب الطبرى.
وفى كل منهما أحجار قديمة بسبب عمارته مكتوب فيها ما يدل على أنه مسجد عائشة رضى الله عنها. وفى أصله طرف من خبر عمارتهما.