وبين مسجد الهليلجة والأعلام التى هى حد الحرم من جهة التنعيم فى الأرض ـ لا التى فى الجبل ـ سبعمائة ذراع وأربعة وعشرون ذراعا بالحديد.
ومن ذلك: مسجد يقال له مسجد الفتح بقرب الحموم من وادى مر، يقال: إن النبى صلى الله عليه وسلم صلى فيه. والله أعلم.
وأما المواضع المشهورة بالمواليد.
فمنها: مولد النبى صلى الله عليه وسلم بسوق الليل. وهو مشهور.
وذكر السهيلى فى خبر مولد النبى صلى الله عليه وسلم ما يستغرب. وذكرنا ذلك فى أصله.
وأغرب منه ما قيل: إن النبى صلى الله عليه وسلم ولد بالرّدم. وقيل: بعسفان. ذكره مغلطاى فى سيرته.
والمراد بالردم: ردم بنى جمح، لا الردم الذى بأعلى مكة. فإنه لم يكن إلا فى خلافة عمر رضى الله عنه.
ومنها: مولد السيدة فاطمة الزهراء بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو مكان مشهور من دار أمها خديجة أم المؤمنين رضى الله عنها.
ومنها: مولد على بن أبى طالب رضى الله عنه بالشعب، فوق مولد النبىصلى الله عليه وسلم. وهذا الموضع لم يذكره الأزرقى. وذكره ابن جبير، وعلى بابه حجر مكتوب فيه: إنه مولد على بن أبى طالب رضى الله عنه. وفيه ربى النبى صلى الله عليه وسلم.
ومنها: مولد حمزة عم النبى صلى الله عليه وسلم بأسفل مكة قريبا من باب اليمن.
ومنها: مولد عمر رضى الله عنه بالجبل الذى تسميه أهل مكة التوبى بأسفل مكة.
ولم أر ما يدل بصحة ما قيل فيه، وفى الذى قبله. والله أعلم.
ومنها: مولد جعفر رضى الله عنه فى دار أبى سعيد عند دار العجلة. وبعض الناس ينسب هذا المولد إلى جعفر بن أبى طالب. وعلى بابه حجر مكتوب فيه: إنه مولد جعفر الصادق، ودخله النبى صلى الله عليه وسلم. ولا منافاة بين كونه جعفر الصادق، وبين دخول النبى صلى الله عليه وسلم إليه لإمكان أن يكون النبى صلى الله عليه وسلم دخله قبل أن يولد فيه جعفر. والله أعلم.
وأما الدور المباركة بمكة.
فمنها: دار أم المؤمنين رضى الله عنها. ويقال لها الآن مولد فاطمة رضى الله عنها. وفيها ثلاث مواضع تقصد بالزيارة متلاصقة.