وفى ربيع الآخر منها: وصل طائفة من عسكره المنصور من مصر إلى مكة.
وفى سادس جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وثمانمائة: كان وصول طائفة من عسكره المنصور إلى مكة. فاستولوا عليها كما سبق ذكره فى آخر الباب قبله.
وفى شوال سنة ثمان وعشرين وثمانمائة: وصل طائفة من عسكره المنصور فى موكبين عظيمين إلى مرسى زبيد باليمن، على ليلة منها وفى أحدهما هدية لصاحب اليمن، فقوبل الرسول بالكرامة.
ومنها: أن فى سنة تسع وعشرين وثمانمائة: تخوف الناس فى أيام الموسم حصول فتنة بمكة، وفى أيام الحج. وسلم الله وله الحمد.
وسبب ذلك: أنه قدم إلى مكة جماعة من الأمراء المقدمين وغيرهم من المماليك السلطانية الأشرفية فى أوائل العشر الأخير من ذى القعدة.
وكان الشريف حسن بن عجلان غائبا عن مكة بناحية الخريفين فى جهة اليمن، واستدعوه إلى مكة فلم يحضر لتخوفه، وحضر إليهم ولده الشريف بركات وأكرموه.
ولما أيسوا من حضور الشريف حسن استدعوا سرّا إلى مكة الشريف رميثة بن محمد ابن عجلان، وأطمعوه ولاية مكة. وذلك فى يوم عرفة أو يوم التروية، فلم يستطع الوصول إليهم؛ لأنه كان مقيما عند عمه، ولعظم هيبة الأمراء جماعتهم لم يتظاهر الحرامية بنهب فى طرقات الحج بمكة.
وخرج الأمراء والترك والحجاج من مكة إلى منى فى يوم التروية، وباتوا بها إلى الفجر من اليوم التاسع أو قربه وساروا إلى عرفة فأقاموا بها إلى الغروب، ودفعوا إلى مزدلفة، فلم يستطع أحد من الحرامية التعرض للحاج بسوء فى مأزمى عرفة ولا غيره لعناية الأمراء وجماعتهم بحراسة الحاج، وانقضت أيام الحج وأحوال الناس من الحجاج وغيرهم مستقيم.
وكان الأمراء يرجعون فى مصالح الحاج والرعية بمكة إلى رأى مولانا المقر الأشرف الكريم الزينى عبد الباسط ناظر الجيوش المنصورة بالمماليك الشريفة ـ أعلى الله قدره وبلغه وطره ـ لحسن تدبيره وجودة رأيه.
وكان مولانا السلطان الملك الأشرف برسباى صاحب مصر والشام ـ نصره الله: قد فوض إليه أمر مكة، وعمل المصلحة فيها، لكفايته وعظم رتبته، فمشت الأحوال