ومنها: فى ليلة الخميس عاشر جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة: مطر عظيم، وسيل هائل دخل الكعبة، وعلا الماء فوق عتبتها شبرين، وعبر فى ببعض قناديل المطاف منه فوقها، فأطفأها، وقلع من أبواب الحرم أماكن، وطاف بها الماء، وطاف بالمنابر كل واحد إلى جهة. وفعل أمورا أخر عجيبة. وخبره: أبسط من هذا فى أصله، ويعرف: بسيل القناديل.
ولم يأت بعده سيل يشبهه فيما علمت، إلا سيل اتفق فى ليلة الخميس عاشر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانمائة؛ لأنه دخل الكعبة وعلا فوق عتبتها ذراعا أو أكثر على ما قيل. ورمى بدرجة الكعبة إلى باب إبراهيم، وهدم عمودين فى المسجد، ودور للناس كثيرة. ومات تحت الهدم وفى الغرف منه نحو ستين نفرا على ما قيل. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.