وفى شوال من سنة ثمان وثمانين، انتقل المذكور وأخوه ووالدتهما من المدينة إلى مكة، بعد وصول خالهما إليها قاضيا بها وخطيبا.
وقرأ المذكور بها عمدة الأحكام، حتى حفظها وعرضها فى سنة تسع وثمانين. وفيها صلى بالناس التراويح بمقام الحنابلة بالمسجد الحرام.
وفيها ابتدأ يدرس مختصر ابن الحاجب الفرعى، وأكمل حفظه فى سنة اثنين وتسعين وسبعمائة.
وفيها عرضه، وحبب إليه فيها سماع الحديث النبوى، فسمع بها على المسند أبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقى، المعروف بابن الرسام: المنتخب من مسند عبد بن حميد، ثم صحيح البخارى، ومسند الدارمى.
وعلى القاضى نور الدين على بن أحمد النويرى: الموطا لمالك، رواية يحيى بن يحيى، والشفا للقاضى عياض، وغير ذلك.
وسمع فى سنة ثلاث وتسعين، على الشيخ القدوة شهاب الدين بن الناصح القرافى المصرى، لما جاور بمكة: صحيح مسلم، وجامع الترمذى، وسنن أبى داود وغير ذلك على غيره.
وفيها أكمل حفظ الألفية فى النحو لابن مالك، وعرضها ودرس حفظا جانبا كبيرا من مختصر ابن الحاجب الأصلى.
وفيها قرأ بحثا: الورقات فى أصول الفقه، لإمام الحرمين، على فتح الدين صدقة الترمنتى المصرى.
وفيها أو فى التى قبلها: قرأ فى الرسالة تفقها على ابن عم أبيه الشريف عبد الرحمن ابن أبى الخير الفاسى. وحضر دروسه فى ابن الحاجب الفرعى، وابن الجلاب وغير ذلك.
وسمع فى سنة أربع وتسعين: على ابن صديق عدة أجزاء وغير ذلك.
وفى سنة خمس وتسعين: قرأ فى التنقيح للقرافى بحثا على الشيخ شمس الدين القليوبى، وحضر دروسه فى العربية، وغير ذلك بمكة.