للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على من لم يثبتهم، فإن عرفه بفعلهم، اتهمه وعارضه بقوله: إنهم سمعوا. وقد شاهد ذلك منه جماعة غيرى من أصحابنا وغيرهم.

توفى سحر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من صفر، سنة إحدى وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة عند سيدى الشيخ خليل المالكى، بوصية منه فى ذلك.

وكان قدم مكة فى سنة تسع وأربعين وسبعمائة حاجا، ثم بدا له استيطانها، فاستوطنها حتى مات.

إلا أنه خرج منها فى بعض السنين إلى اليمن وإلى المدينة وإلى جيلة (٣).

أخبرنى المحدث المقرئ، شمس الدين محمد بن على البكرى، قراءة وسماعا، أن يحيى ابن يوسف، المعروف بابن المصرى، أخبره سماعا عن أبى الحسن بن الجميزى إجازة.

وقرأت على أبى هريرة بن الذهبى بغوطة دمشق، أخبرنى الأمين محمد بن أبى بكر النحاس، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحيم المقدسى، حدثنا: وأخبرتنى فاطمة بنت أحمد الفقيه سماعا بطيبة، أن جدها الرضى الطبرى، أخبرها، قالوا: أخبرنا ابن الجميزى سماعا قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفى الحافظ، قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم ابن الفضل الثقفى، قال: أخبرنا أبو الفتح هلال ابن محمد بن جعفر، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلى، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن سرجس رضى الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فى أصحابه، فدرت من خلفه، فعرف الذى أريد، فألقى الرداء عن ظهره، فرأيت موضع الخاتم على نغض كتفه، مثل الجمع، حوله خيلان كأنها الأثاليل، فرجعت حتى استقبلته، ثم قلت: غفر الله لك يا رسول الله. فقال القوم: استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: نعم، ولكم. ثم تلا الآية: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) (٤) [محمد: ١٩].


(٣) جيلة: بالفتح: من حصون أبين باليمن. انظر: معجم البلدان (جيلة).
(٤) أخرجه النسائى فى الكبرى حديث رقم (١١٣٩٧) من طريق: يحيى بن حبيب بن عربى، نا حماد، نا عاصم، عن عبد الله بن سرجس، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فى ناس من أصحابه، فدرت خلفه هكذا، فعرف الذى أريد، فألقى الرداء عن ظهره، فرأيت موضع الخاتم على نغص كتفه مثل الجمع حوله خيلان، كأنها الثآليل، فجئت حتى استقبلته، فقلت له: غفر الله لك يا رسول الله، قال: «ولك» قال بعض القوم: أستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ولكم، ثم تلا (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ).

<<  <  ج: ص:  >  >>