لتقبيله، وقلع الحجر الذى على الحجر الأسود المطبق على أعلاه والمطيف به طرف من الجانب اليمانى، فوضعوا أخشابا على طرف جدر الكعبة، ودحرجوا عليها ذلك الحجر حتى نزل إلى حذاء باب الكعبة فحمله العتالة وأبرزوه، فلما رفع الحجر الكبير الذى على ظهر الحجر الأسود، وقصد ابن شمس الدين رفعه من محله ورفع الحجر تحته أخذ عبد الرحمن بن زين البنا وصار يقلع به ما على ظهر الحجر الأسود من فضة وجير، فقوس به فى وسط الحجر والتكى، فإذا يقطع وجه الحجر الأسود انقشر ما كان تحتها، وتفارق ما كان بينها وكادت تسقط، ولكن القائمون بأمر العمارة أمروا فى الحال برد الحجر الذى تحته بعزقة، وأن يجعل من فوق الحجر، حجر يعزقه ويكون عليه مدار العمل، وقد اشتغل العمال فى إلصاق فلق الحجر بضعة أيام.
يوم الأربعاء ١٠ منه: حدث نتوء فى بعض الأحجار حال وضعها فصار خارجا عن سطح الحجر وفيه بنى البناءون فى المدماك الثالث من الجانب اليمانى والجانب الغربى وأتموا بناء المدماك الثانى بأعلى دكة البيت سوى الحجر المحاذى للحجر الأسود.
يوم الخميس ١١ منه: جاءوا ليلا بحرف لسد ما بين الحجر الأسود والذى فوقه وسمك ذلك نحو أربع أصابع وعليها فضة وأرادوا لحم طرف الفضة بطرف الحجر الأسود، ولكن العامل المخصص أبى ذلك خوفا من تفكك الأحجار وعدم تمكنه من اعادته فيما بعد، فتركوا ذلك وأخذوا فى حك الفضة من أطراف الحجر، واستمر العمل فى هذا اليوم أيضا، وأخذ البناءون فى بناء الأحجار التى فوق الحجر التى فوق الأسود وبجوانبه، فأتموا به المداميك الموازية لها، وشرع قسم من البنائين من الركن الغربى إلى اليمانى فبنوا باقى الجدار ودكوا باطنه. وفى مساء هذا اليوم ثم تمويه الحجر الأسود بصفائح الفضة.
يوم السبت ١٣ منه: شرعوا فى وضع أحجار المدماك الخامس، وذرع سمكه ١٨ قيراطا، وعمل النجارون من أعلاها تحت السقف قواعد توضع على العمد.
يوم الاثنين ١٥ منه: شرعوا فى بناء المدماك السادس، وذرع سمكه ١٨ قيراطا.
يوم الأربعاء ١٧ منه: شرعوا فى بناء المدماك السابع، وذرع سمكه ١٧ قيراطا.
يوم السبت ٢٠ منه: عمل المبيضون فى بياض قبب سطح المسجد، وذكر ابن علان أن كل قبة تبيض بثلاثة أرادب من الجص، وأن جملة ما أنفق فى ثمن الجص فى عمارة الكعبة وتبييض المنابر والقبب فوق أربعة آلاف دينار، وفى الخشب فوق سبعة آلاف