وله شعر كثير، فى بعضه قلق، لجلبه فيه ألفاظا لغوية عويصة.
وكان كثير الاستحضار لمستحسنات من الشعر والحكايات، وله خط جيد من الإسراع فى الكتابة. وكان سريع الحفظ. بلغنى عنه أنه قال: ما كنت أنام حتى أحفظ مائتى سطر. أخبرنى عنه بذلك من سمعه منه، من أصحابنا المعتمدين. وحدث بكثير من تصانيفه ومروياته.
سمع منه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة. وحدث عنه فى حياته، وصاحبنا الحافظ أبو الفضل بن حجر، وغيره من أصحابنا الفضلاء. سمعت منه بمنزله بمنى: جزء ابن عرفة، والمائة المنتقاة من مشيخة ابن البخارى، انتقاء العلائى. وقرأت عليه قبل ذلك فى مبدأ الطلب: السيرة النبوية، لعبد الغنى المقدسى، عن ابن الخباز، عن ابن عبد الدايم، عنه، والأربعين النواوية عن ابن مجلى، عن النواوى، والبردة عن ابن جماعة، عن ناظمها.
وولى قضاء الأقضية ببلاد اليمن، عشرين سنة متوالية، تزيد قليلا، متصلا بموته، عن صاحبى اليمن: الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس بن المجاهد، وولده الملك الناصر أحمد، وللملك الناصر ألف الكتاب الذى فيه الأحاديث الضعيفة، ليريحه من التفتيش عليها فى كتب الحديث. وكان دخوله لليمن من بلاد الهند.
ولما دخل اليمن أكرمه الملك الأشرف. ونال منه بر ورفعة، وتزوج الأشرف ابنته.
ونال كرامة من جماعة من ولاة البلاد، منهم: ابن عثمان ملك الروم، وشاه منصور ابن عم شاه شجاع، وكذلك من تمر لنك، وحصل منهم دنيا طائلة، فما يطول بقاؤها بيده، لتسليمه لها إلى من يمحقها بالإسراف فى صرفها. وقدم إلى مكة مرات، وجاور بها كرات.
وأول قدومه إليها ـ فيما علمت ـ قبل سنة ستين وسبعمائة، ثم قدم إليها فى سنة سبعين وسبعمائة، وأقام بها خمس سنين متوالية، أو ست، الشك منى، ثم رحل عنها وعاد إليها غير مرة، منها بعد التسعين ـ بتقديم التاء ـ وسبعمائة، وكان بها مجاورا فى سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، ورحل منها إلى الطائف، وله فيها بستان كان لجدى لأمى، اشتراه فيما أحسب فى هذه السنة.
ولما حج فيها، دخل مع الركب العراق، لأن القان أحمد بن أويس صاحب العراق، استدعاه فى كتاب كتبه إليه، وفيه نبأ عظيم عليه، من جملته: