يوم الجمعة ٢٥ منه: جاء ابن شمس الدين والسادن فكحلوا بالنورة ما بين الفضة المصفح بها الخشب فى خدى الباب.
يوم هلال ذى الحجة: أصلحوا الحجر ودهنوه سواد وسندروس.
يوم ٢ ذى الحجة: عملوا محل شعل النار عند الأهلة والأعياد من أعلى مقام الشافعى، وهو آخر عملهم فى هذا البيت والمسجد الحرام.
وقد تم خلال شهر رمضان وشوال والقعدة إصلاحات جمة فى أبواب الحرم ومقامات الأئمة وغيرها ورد ذكرها أيضا فى اليوميات التى نقلنا عنها هذا.
قال أيوب صبرى: وبعد مضى سنتان على العمارة المارة الذكر نزلت أمطار غزيرة فى مكة المكرمة أثرت على سقف الكعبة، فصدر أمر السلطان مراد إلى عامله فى مصر أحمد باشا بانتداب شخص يتولى إصلاح السقف، ومقام إبراهيم، وتجديد باب الكعبة، فانتدب الوالى المشار إليه، رضوان أغا للمرة الثانية للقيام بهذه الخدمة، فحضر إلى مكة المكرمة ومعه المهندس عبد الرحمن، وكان وصوله إليها فى أوائل ذى الحجة من عام ١٠٤٤ وبعد النزول من منى شرع فى العمل، وكان جمع قبل ذلك مجلسا من العلماء تلى عليهم الفرمان السلطانى، فاعترض ابن علان وحزبه على ذلك وخالفوه، ثم انصاعوا فيما بعد ووافقوه على القيام بالإصلاحات المذكورة.
وقد تم إصلاح الخراب الحادث فى سطح الكعبة خلال بضعة أسابيع ثم شرع فى تجديد باب الكعبة فى شهر ربيع الأول وانتهى من صنعه فى شهر رمضان المبارك وعمل الصاغة الفضة للباب ووزن ذلك مائة وستة وستون رطلا وطلى بالذهب البندقى مما قدره ألف دينار، وجعلوا فيه ما فى الأول من الكتابة وكتب عليه «بسم الله الرحمن الرحيم. رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا» الآية وتحتها: «تشرف بتجديد هذا الباب، من سبقت له العناية من رب الهداية، مولانا السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان بن السلطان محمد خان بن عثمان، عز نصره فى سنة خمس وأربعين وألف».
وتم خلال ذلك بناء المقام الشريف، وفرش المسجد بالحصباء وسط الكعبة بالرخام الأبيض وأصلحت المماشى.
وبعد أن انتهى رضوان أغا من عمله عاد إلى مصر فاستانبول ومعه درفتى باب الكعبة القديم حيث قد سلمها إلى السلطان مراد.