ما أسبلت بالشعر ليلا أسودا ... إلا ولاح الثغر صبحا مسفرا
ولقد شربت بليل أسود شعرها ... وحمدت عند صباح مبسمها السرى
قامت وقد لبست عقود حليها ... فرأيت غصنا بالجواهر مثمرا
يا من إذا ما مرّحلو حديثها ... يا صاح ناب عن العقيق وأسكرا
ما لاح خصرك بالنحول موشحا ... إلا وأضحى للصدود مكفرا
أرخصت يوم البين سعر مدامعى ... وتركت قلبى بالغرام مسعرا
لا تطمعى أن تملكى أهل الهوى ... فالناصر السلطان قد ملك الورى
ومن ذلك قوله من قصيدة [من الوافر]:
غرامى فيك يا قمرى غريمى ... وذكرك فى دجى ليلى نديمى
وملنى العذول وصد عنى ... فما لى غير ذكرك من حميم
وكم سأل العواذل عن حديثى ... فقلت لهم على العهد القديم
وعمّ يسائلون ولى دموع ... تحدثهم عن النبأ العظيم
بعشقى للمعاطف حين مالت ... هديت إلى الصراط المستقيم
أحب إمالة الأعطاف ضما ... وأهوى غنة الصوت الرخيم
وأنثر در دمعى فى ثغور ... بها عقد من الدر النظيم
تبسم لى يتيم الدر منها ... ومن عجب الهوى ضحك اليتيم
وتركى اللحاظ يروم قتلى ... ظبا أجفانه فأقول رومى
ومن شغفى بغصن القد منه ... أغار على الغصون من النسيم
إذا نيران خديه تبدت ... رأيت بهن جنات النعيم
بعقرب صدغه الليلى كم من ... سليم بات فى ليل السليم
بدت فى خده شامات مسك ... كحظى أو كليلى أو همومى
فبت بليل طرته أراعى ... من الشامات أمثال النجوم
ضعيف الوعد والألحاظ يشكو ... به جسمى من الألم المقيم
فموعده وناظره وجسمى ... سقيم فى سقيم فى سقيم
تجلى تحت ليل الشعر بدرا ... يلوح بغصن قامته القويم
وأخطأ من يشبه منه وجها ... يصان بصفحة البدر اللطيم
دنا متلفتا نحوى بجيد ... وخصر فى مناطقه هضيم
كريم مال بخلا عن ودادى ... فملت لمدح مخدوم كريم