للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقتلته بنواظر أجفانها ... بسيوفها الأمثال فينا تضرب

رفقا بمن أجريت مقتله دما ... ووقفت من جريانها تتعجب

نيران بعدك أحرقته فهل إلى ... نحو الجنان ببعده تتقرب

كم جيّش العذال فيك وإنما ... سلطان حسنك جيشه لا يغلب

من لى بشمسى المحاسن لم يزل ... عقلى به فى كل وقت يذهب

أحببته متعمما ومعنفى ... أبدا علىّ بجهله يتعصب

ويعيب من طرق التفقه وجهه ... والعشق يفتى أن ذاك المذهب

ولقد تعبت بعاذل ومراقب ... هذا يزيّر والرقيب ينقب

ومؤذنا سلوانه وغرامه ... هذا يرجّع حيث ذاك يثوّب

ومنها:

قال احسب القبل التى قبلتنى ... فأجبت إنا أمّة لا تحسب

لله ليل كالنهار قطعته ... يالوصل لا أخشى به ما يرهب

وركبت منه إلى التصابى أدهما ... من قبل أن يبدو لصبح أشهب

أيام لا ماء الخدود يشوبه ... كدر العذار ولا عذارى أشيب

كم فى مجارى اللهو لى من جولة ... أضحت ترقص بالسماع وتطرب

ولكم أتيت الحى أطلب غرّة ... بعد الرحيل فلم يلح لى مضرب

ووقفت فى رسم الديار وللبكا ... رسم على مقرر ومرتب

ومن ذلك قوله من قصيدة [من الكامل]:

لم ينقلوا عنى الغرام مزورا ... ما كان حبكم حديثا يفترى

طلعت بدور التّمّ من أزراركم ... فغدا اصطبار الصب منفصم العرى

يا من هجرت على هواهم عاذلى ... أيحل فى شرع الهوى أن أهجرا

أعصى الملام ولا منام يطيعنى ... فكأن أذنى العين واللوم الكرى

فى كل هيفاء القوام كأنها ... غصن يحركه النسيم إذا سرى

قالت وقد سمعت بجرى مدامعى ... صدق المحدث والحديث كما جرى

ذكرت فصغرها العذول جهالة ... حتى بدت للناظرين فكبرا

وجهلت معنى الحسن حتى أقبلت ... فرأيته فيها يلوح مصورا

لا تذكروا الغزلان عند لحاظها ... أبدا وكل الصيد فى جوف الفرا

لما درت أنى الكليم من الهوى ... جعلت جوابى فى المحبة لن ترى

<<  <  ج: ص:  >  >>