للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢١ - دَلِيلُهُ أَنَّا رَأَيْنَا الشَّرْعَ لَا … يَسْمَحُ فِيمَا لَا يُفِيدُ عَمَلَا

١٢٢ - وَذَا لَهُ مِن أَوْضَحِ الأدِلَّة … جَوَابُ مَنْ سَأَلْ عَنِ الأهِلَّة

١٢٣ - وَرُبَّمَا قَدْ يُفْهِمُ امْتِنَاعَهْ … جَوَابُ جِبْرِيلَ عَنْ أَمْرِ السَّاعَهْ

١٢٤ - وَقَدْ أَتَى النَّهْيُ عَنِ السُّوَالِ … عَنْ غَيْرِ مَا يُفِيدُ فِي الأعْمَالِ

١٢٥ - وَعَدَمُ اسْتِحْسَانِهِ مِنْ أَوْجُهِ … مِنْهَا التَّشَهِّي وَهْوَ عَنْهُ قَدْ نُهِي

و"دليله" يعني والدليل على صحة ما ذكر "أنا" استقرأنا الشريعة، فأدركنا من ذلك و"رأينا" أي علمنا أن "الشرع" لا يجوز و "لا يسمح" للمؤمنين أن يخوضوا ويبحثوا "فيما" في كل أمر "لا يفيد" الخوض والبحث فيه "عملا" مكلفا به "وذا" الذي ذكر، "له" ما يستدل به على صحته من الأدلة ما هو كثير، و"من أوضح الأدلة" على ذلك "جواب" الباري سبحانه "من سأل" من الصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "عن الأهلة" جمع هلال قائلين له - صلى الله عليه وسلم - لم تبد دقيقة، ثم تزيد حتى تمتلئ نورا ثم تعود كما بدت ولا تكون على حالة واحدة كالشمس؟ فأنزل الله - تعالى - {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البَقَرَة: ١٨٩] يقول جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم وعدة ومحل دينهم، فلم يجبهم عما سألوا عنه إنما أجابهم بما به ينتفعون، ويكسبهم العلم الذي يوصلهم إلى العمل. "وربما" رب هنا للتكثير إذ ما بعده هو الذي يغلب على ظنه حصوله "قد يفهم امتناعه" - صلى الله عليه وسلم - عن "جواب جبريل" حين سأله "عن أمر الساعة"، كما ورد في حديث عمر المشهور، فقال صلى الله عليه وسلم له: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، فأخبره أن ليس عنده من ذلك علم، وذلك يبين أن السؤال لا يتعلق به تكليف، ولما كان ينبني على ظهور أماراتها الحذر منها ومن الأفعال التي من امارتها، والرجوع إلى الله عندها أخبره بذلك.

"وقد أتى النهي" الشرعي "عن السوال" والاستفهام "عن غير ما" ينفع و "يفيد في "تحصيل "الأعمال" من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "فذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم أنبيائهم" ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كره لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال" لأنه مظنة السؤال عما لا يفيد وغير ذلك من النصوص الشرعية الواردة في هذا الشأن، وكلها دالة على أن السؤال الذي لا يطلب به عمل غير مستحسن "وعدم استحسانه" يأتي "من أوجه" متعددة "منها التشهي" أي إتباع الشهوة "وهو "أمر "عنه قد نهى"

<<  <  ج: ص:  >  >>