للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٥٢ - مِنْهَا شُمُولُ لَفْظِ مَا يُفَسَّرُ … لِجُمْلَةٍ مِنَ الْمَعَانِي تُذْكَرُ

٢٦٥٣ - وَكَوْنُ الأَلْفَاظِ لَهَا اتِّفَاقُ … فِي حُكْمِ مَعْنىً خَصَّهُ الْمَسَاقُ

٢٦٥٤ - وَمَا يُرَى تَفْسِير إِذْ عَنَّا … مَرْجِعُهُ لِلُغَةٍ وَمَعْنَا

وهذه الأسباب "منها" استغراق و"شمول لفظ" قرآني "ما" من ما "يفسر" يعني مما فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أحد من أصحابه أو غيرهم "لجملة" وطائفة "من المعاني" المختلفة، ويكون ما نقل في تفسيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غيره كالصحابة بعض ما يدل عليه ذلك اللفظ فقط، ثم يذكر عن غيره من ذكر - من النبي صلى الله عليه وسلم - أو غيره أشياء أخرى في تفسير ذلك اللفظ مما يحتمله ويشمله وبذلك "تذكر" مفصولة عن الذي ذكر فيه، أولا، وتورد في كتب التفسير على تلك الصورة التي تدل في الظاهر على التميز والانفصال، فيظن أن بين التفسيرين خلافا وواقع الأمر فيهما على خلاف ذلك مثال ما نقلوا في تفسير "المن "بأنه خبز رقاق، وقيل زنجبيل وقيل الترنجبين وقيل شراب مزجوه بالماء، فهذا كله يشمله اللفظ، لأن الله - تعالى - لكن به عليهم، ولذلك جاء في الحديث: "الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل"، فيذكر المن جملة نعم ذكر الناس آحادا.

هذا هو السبب الأول من هذه الأسباب، "و" السبب الثاني منها هو "كون الألفاظ" التي وقع تفسير لفظ ما بها مختلفة، لكن معناها واحد، إذ "لها اتفاق" واتحاد "في" مدلول و"حكم معنى" واحد، بينه و"خصه المساق" الذي ورد فيه ذكره، لكن نقل هذه الألفاظ المختلفة في ذلك يوهم أن في ذلك خلافا محققا، وثابتا، كما قالوا في السلوى إنه طير يشبه السماني، وقيل طير أحمر صفته كذا وقيل طير بالهند أكبر من العصفور وكذلك قانوا في المن شيء يسقط على الشجر فيؤكل وقيل صمغة حلوة وقيل الترنجبين وقيل مثل رب غليظ وقيل عسل جامد فمثل هذا يصح حمله على الموافقة وهو الظاهر فيها (١).

"و" السبب الثالث "ما يرى" أي يوجد "تفسيره" من الألفاظ وبيانه "إذ عنا" - الألف للإطلاق - أي عرض في الكلام، على قولين مختلفين: أحدهما: "مرجعه" ومرده لما دل عليه هذا اللفظ من جهة لـ "للغة و "ثانيهما مرجعه إلى تفسير الـ"معنا" المراد به،


(١) الموافقات ٤/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>