" و" ثبت - أيضا - في "البحث عن" علل ذاك الذي حفظه ومأخذه و"أسبابه" التي قام عليها وجوده هذه الحالة إنما تنشأ عن شعور بمعنى وفهم ما حصل، لكنه مجمل عنده بعد وربما ظهر له في بعض أطرف المسائل جزئيا لا كليا وربما لم يظهر له بعد، فمن كان في هذه الرتبة وهذه الحالة فإنه يكون "مفتقرا" ومحتاجا "للشيخ" الذي يعينه ويرشده "فيما يستفيد" من ذلك "نظرا" يعني بطريقة النظر والتفكر، فيمضي في ذلك وهو ينهي البحث نهايته.
"وشيخه يعين" أي يعينه "في" مجرى "التفهم" والتدرج في الإدراك لما يطلبه، "و" ذلك يحصل بوسائل منها "رفع إشكال" وإزالته في المواضع التي يعرض له فيه "و" منها: "صرف" ودفع أمر "موهم" أي موقع في الوهم - أي الخطأ - أو في معنى غير مراد، وبذلك يرشده ويهديه إلى ما يزيل ذلك كله يربيه على الجريان في مجراه في النظر، والفهم، مثبتا قدمه، ورافعا وحشته، مؤدبا له حتى يتسنى له النظر والبحث على الصراط المستقيم.
"فـ" هذا الطالب حين بقائه في هذه الرتبة ما زال قاصرا عن النظر الفقهي الصحيح، وبذلك فإنه واجب و"لازم لمثل ذا التقليد" لغيره في أموره الدينية "و" هذا الأمر قد تقرر "أنه في حقه" هو الأمر "المحمود" والسبيل المستقيم، لأنه ما زال ينازع الموارد الشرعية وتنازعه، ويعارضها وتعارضه، طمعا في إدراك أصولها، والاتصال بحكمها ومقاصدها، ولم تتخلص له بعد، - وبذلك - كما تقدم - لا يصح منه الاجتهاد فيما هو ناظر فيه، لأنه لم يتخلص له مسند الاجتهاد، ولا هو منه على بينة بحيث ينشرح صدره بما يجتهد فيه، فاللازم له الكف والتقليد.
"و" ثاني هذه الرتبة "رتبة أخرى" وهي الرتبة التي "لمن تحققا" - الألف للإطلاق - أي اتصف حقيقة "بفهم معنى ما" حصل من مسائل العلم و"استفاد" لا "مطلقا" سواء كان ذلك من المسائل القريبة أو البعيدة المدرك.