للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٧٥ - حَسَبَمَا أَدَّى لِمُقْتَضَاهُ … بُرْهَانُهُ الشَّرْعِيُّ وَاقْتَضَاهُ

٢٦٧٦ - فَهْوَ عَلَى بَيِّنَةٍ بِحَيْثُ لَا … يَعْتَرِضُ الشَّكُّ لِمَا قَدْ حَصَّلَا

٢٦٧٧ - لَاكِنَّهُ بِهِ اسْتَمَرَّ الْحَالُ … فِي شَأْنِ مَا كَانَ لَهُ اسْتِقْلَالُ

٢٦٧٨ - فِي حِفْظِهِ فَزَلَّ عَنْهُ حُكْمَا … مَعْ كَوْنِهِ لَمْ يَعْرَ عَنْهُ فَهْمَا

٢٦٧٩ - فَهَلْ لِمَنْ يَبْلُغُهَا أَنْ يَجْتَهِدْ … هِيَ مَحَلُّ الْبَحْثِ وَالْخُلْفُ يَرِدْ

ويحصل له ذلك التحقق "حسبما" يدل عليه الدليل الشرعي ويفيده، ووفق ما "أدى" وأوصل "لمقتضاه" وحكمه "برهانه" أي برهان ما حصله "الشرعي" "و" ما "اقتضاه" من حكم، ومعنى، ومقصد وحكمة، ومن كان على هذا الحال وفي هذه الرتبة "فهو على بينة" وعلى بصيرة في فهم معنى ما حصله، وتحقيقه "بحيث" صار يحصل له اليقين و"لا يعترضـ"ــه "الشك لـ" يعني في "ما قد حصلا" - الألف للإطلاق - في المعارف والعلوم، بل تصير الشكوك - إذا وردت عليه - كالبراهين الدالة على صحة ما في يديه فهو يتعجب من المتشكك في محصوله، كما يتعجب من ذي عينين لا يرى ضوء النهار، "لاكنه" امتد "به الحال" و "استمر" به الإعراض "في شأن ما كان" من الأدلة "له استقلال" وانفرد عن الأصول العامة والقواعد الكلية "في حفظه" وتحصيله والمراد بذلك الأدلة التفصلية التي تفيد الأحكام الجزئية فقط "فزل" وزال "عنه" أي عن محفوضه ومدركه من الأدلة، "حكما" فصار لا يستحضره بذاته في بناء الأحكام الفقهية "مع كونه" في حقيقة الأمر "لم يعر عنه" يعني عن إفادته ومقتضاه "فهما" لاكنه مما ترقى بحفظه والعلم به إلى العلم بالكليات والقواعد العامة الذي يعتمد عليها في بناءه للأحكام الفقهية، حتى صار لا يبالي في القطع على المسائل والحكم عليها: أنص على ما يراه في شأنها أم على خلافه فيها. هذه المرتبة مرتبة مهمة ومعتبرة غير أن صاحبها لم يجمع بين العمل بالأدلة التفصلية والعمل بالأدلة الإجمالية كما هو مطلوب "فهل لمن يبلغها" ويصل إليها "أن يجتهد" في الأمور الشرعية، وينبذ التقليد أم لا؟ هذه المسألة "هي محل" وموضع من محال مواضع "البحث و" النظر بين أهل العلم لأنها موضع التباس، فكان "الخلف" لذلك قد "يرد" أي ورد بينهم فيها. وللمحتج للجواز أن يقول إن المقصود الشرعي إذا كان هذا الطالب قد صار له أوضح من الشمس، وتبينت له معاني النصوص الشرعية حتى التأمت وصار بعضها عاضدا للبعض

<<  <  ج: ص:  >  >>