للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٩١ - وَذَا هُوَ الْعَالِمُ وَالرَّبَّانِي … وَالرَّاسِخُ الْمَحْمُودُ فِي الْقُرْآنِ

٢٦٩٢ - وَهْوَ لَهُ عَلَامَتَانِ الأُولَى … جَوَابُ مَنْ يَسْأَلُهُ تَفْصِيلَا

٢٦٩٣ - عَلَى الذِي يَلِيقُ بِالسُّؤَالِ … فِيمَا يَخُصُّهُمْ مِنَ الأَحْوَالِ

٢٦٩٤ - وَكَوْنُهُ يَنْظُرُ فِي الْمَئَالِ … مِنْ قَبْلِ أَنْ يُجِيبَ فِي سُؤَالِ

تستفزه معانيها الكلية عن الالتفات إلى الخصوصيات وكل رتبة حكمت على صاحبها دلت على عدم رسوخه فيها وإن كانت محكوما عليها تحت نظره وقهره فهو صاحب التمكين والرسوخ فهو الذي يستحق الانتصاب للاجتهاد والتعرض للاستنباط وكثيرا ما يختلط أهل الرتبة الوسطى بأهل هذه الرتبة فيقع النزاع في الاستحقاق أو عدمه والله أعلم (١).

"وذا" الذي على هذه الرتبة "هو" الذي يسمى "العالم، والرباني، والراسخ" في العلم "الممدوح في القرآن" الكريم، وهو - أيضا - الحكيم، والفقيه، والعاقل لأنه يربى بصغار المسائل قبل كبارها، ويوفي كل أحد حقه حسبما يليق به وقد تحقق بالعلم، وصار له كالوصف المجبول عليه، وفهم عن الله مراده.

"و" هذا الصنف من العلماء "هو" صنف متميز "له علامتان" العلامة "الأولى" منهما هي: "جواب من يسأله تفصيلا" بحيث يجيبه "على" الوجه "الذي يليق بـ "حال صاحب "السؤال" بخصوصة، إذ ديدانه اعتبار من يفتيهم "فيما يخصهم من الأحوال" إذا كانت لهم أحوال تخصهم، بخلاف صاحب الرتبة الثانية فإنه إنما يجيب من رأس الكلية من غير اعتبار بخاص من الأحوال.

"و" العلامة الثانية هو "كونه ينظر في المئال" الذي إليه العمل بما يفتي به "من قبل أن يجيب في" يعني عن "سؤال" السائل، وصاحب الرتبة الثانية لا ينظر في ذلك، ولا يبالي بالمئال إذا ورد عليه أمر، أو نهى، أو غيرهما وكان مساقه كليا.

ولهذا الموضع أمثلة كثيرة تقدم منها جملة في مسألة الاستحسان، ومسألة اعتبار المئال، وفي مذهب الإمام من ذلك كثير.


(١) الموافقات ٤/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>