للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٨٣ - فَذَا إِذَا مَا الْمُقْتَدِي فِيهِ قَصَدْ … إِيَقَاعَهُ الْفِعْلَ الذِي قَدِ اعْتَمَدْ

٢٧٨٤ - كَمِثْلِ مَا أَوْقَعَ ذَاكَ الْمُقْتَدَا … بِفِعْلِهِ مِنْ غَيْرِ زَائِدٍ بَدَا

٢٧٨٥ - فَالاقْتِدَاءُ صَحَّ بِالدَّلِيلِ … حَسْبَمَا قُرِّرَ فِي الأُصُولِ

٢٧٨٦ - مَعْ فَهْمِ مَغْزَاهُ وَإِنْ لَمْ يُفْهَمِ … لَا فَرْقَ بَيْنَ وَاضِحٍ وَمُبْهَمِ

٢٧٨٧ - مِثْلَ اقْتِدَا الصَّحَابَةِ التُّقَاةِ … فِي الْخَلْعِ للنَّعْلَيْنِ فِي الصَّلَاةِ

٢٧٨٨ - فَإِنْ يَكُنْ نَوَاهُ فِيمَا فَعَلَا … مَعْ كَوْبهِ فِي نَفْسِهِ مُحْتَمِلَا

٢٧٨٩ - بِرَدِّهِ لِأحْسَنِ الْمَحَامِلِ … يَبْنِى عَلَيْهِ الْحُكْمَ فِي الْمَسَائِلِ

" فـ" هـ "ذا" القسم "إذا" كان "ما المقتدي" - بصيغة اسم الفاعل - قد اقتدى به، وقد نوى "فيه" أي في اقتداءه هذا و"قصد" منه "إيقاعه الفعل الذي قد" أتاه و"اعتمد"ـه إيقاعا "كمثل ما" أي كمثل الإيقاع الذي "أوقع ذاك" الفعل عليه "المقتدى" - بصيغة المفعول - "بفعله من غير" أمر "زائد" عليه "بدا" - والجملة في محل جر نعت لزائد -.

"فـ" إن هذا "الاقتداء" اقتداء قد "صح بالدليل" الشرعي "حسبما قرر في" علم "الأصول" في مبحث الاقتداء بالأفعال النبوية، وهذا الاقتداء صحيح ومعتبر إذا حصل "مع فهم" المقتدي "مغزاه" وما فعل من أجله وقصد منه، والموجب له، بل "وإن لم يفهم" ذلك إذ "لا فرق" هنا "بين" ما هو "واضح" حاله ومغزاه من هذه الأفعال "و" ما هو "مبهم" منها حالا، ومغزى. وهذا الضرب من اقتداء هو "مثل اقتداء" الصحابة التقاة" رضوان الله - تعالى - عليهم، بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في أشياء كثيرة "في الخلع للنعلين في الصلاة" ونزع الخاتم الذهبي، والإفطار في السفر، والإحلال من العمرة عام الحديبية، وما أشبه ذلك.

"فإن يكن" المقتدي قد قصد التعبد، و"نواه فيما فعلا" - الألف للإطلاق - أي فعله من ذلك "مع كونه" أي هذا الفعل ليس متمحضا للعبادة، بل هو "في نفسه" وحقيقة أمره قد ورد "محتملا" - بصيغة اسم الفاعل - لأن يكون أمرا تعبديا، وأن يكون أمرا جبليا، أو دنيويا، وذلك "برده لأحسن المحامل" وهو المحمل التعبدي وحمله عليه ثم "يبنى عليه الحكم" المرتب عليه "في المسائل" ويفرع عليه المسائل التي يصلح أن يفرع عليه باعتباره أصلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>