للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩٦٨ - وَلَا عَلَيْكَ بَعْدُ فِي الْمُنَاظِرِ … فَهْوَ اصْطِلَاحٌ مَا لَهُ مِنْ حَاجِرِ

٢٩٦٩ - وَمَا بِهِ الْمُحْتَجُّ فِي الْمَسَائِلِ … مُنَزِّلٌ لِنَفْسِهِ كَالسَّائِلِ

٢٩٧٠ - الْمُسْتَفِيدِ قَاطِعًا لِلْخَصْمِ … بِأَقْرَبِ الطُّرْقِ لِذَاكَ الْحُكْمِ

٢٩٧١ - وَجَاءَ مِنْ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ … مَا فِيهِ رُشْدٌ لأُوِلى الأَلْبَابِ

عليه الصلاة والسلام: "من نوقش الحساب عذب" واستشكالها مع الحديث قول الله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨)} [الانشقاق: ٨] وأشباه ذلك وإنما قلنا إن هذا الجنس من السؤالات داخل في قسم المناظر المستعين لأنهم إنما سألوا بعد ما نظروا في الأدلة فلما نظروا أشكل عليهم الأمر بخلاف السائل عن الحكم ابتداء فإن هذا من قبيل المتعلمين فلا يحتاج إلى غير تقرير الحكم (١). "ولا عليك بعد" أن عرفت المعنى المقصود هنا بالمناظرة أن تبحث في شأن إطلاق لفظ "المناظر" هنا على هذا الذي ذكر، وكونه يصح إطلاق هذا اللفظ عليه أولا "فـ" إن هذا ما "هو "إلا "اصطلاح" استعماله لا مشاحة فيه، والتصرف فيه في المراد به هنا أمر سائغ "ماله من حاجر" يحجر عنه أو مانع يمنع منه، لأنه ينبني عليه حكم. "و" كما يدخل هذا الذي ذكر تحت لفظ المناظرة كذلك يدخل تحته "ما به" أي فيه "المحتج في المسائل" والقضاء "منزل لنفسه كالسائل المستفيد" أي الطالب للفائدة، وهو يريد بذلك أن يكون "قاطعا للخصم" مفحما له "بأقرب الطرق لذاك الحكم" الذي فيه النزاع والخلاف بين الطرفين. "وجاء من ذلك" الذي ذكر في هذا المقام من صنف هذه المناظرة، "في الكتاب" العزيز "ما فيه" بيان له و"رشد لأولي الألباب" والعقول في شأنه، ومن ذلك محاجة إبراهيم - عليه السلام - قومه بالكوكب والقمر والشمس فإنه فرض نفسه بحضرتهم مسترشدا حتى يبين لهم من نفسه البرهان أنها ليست بآلهة وكذلك قوله في الآية الأخرى {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (٧٠) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (٧١)} [الشعراء: ٧٠، ٧١] فلما سأل عن المعبود سأل عن المعنى الخاص بالمعبود بقوله {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣)} [الشعراء: ٧٢، ٧٣] فحادوا عن الجواب إلى الإقرار بمجرد الاتباع للآباء ومثله قوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء: ٦٣]، الآية وقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ


(١) الموفقات ٤/ ٢٤٤ - ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>