للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٦ - وَمَعَ ذَا السَّبَبُ عِنْدَ الشَّارعِ … مَا استَكْمَلَ الشرُوطَ دُونَ مَانِعِ

٥٠٧ - وَمِنْهُ حِفْظُهُ لِذَلِكَ السَّبَبْ … فَلَا يُرَى فِي غَيْرِهِ لَهُ أَرَبْ

٥٠٨ - وَالأمْنُ مَعْهُ مِنْ لُحُوقِ التَّعَبِ … وَرَاحَةُ النَّفْسِ مِنَ الْمُسَبَّبِ

٥٠٩ - وَكَثْرَةُ الثَّوَابِ فِي الْعَادَاتِ … وَالِارْتقَاءُ فِي الْعِبَادِيَّاتِ

" و" يزاد "مع" هذا أمر آخر يعضد هذا الذي ذكر - وهو أن قصد المتسبب لا تأثير له هنا وهو أن "السبب عند الشارع" إنما هو "ما استكمل" أي استجمع "الشروط" الشرعة فيه على تمام و "دون" وجود "مانع" يمنع من تأثير تلك الشروط، أو من جريان الحكم في محلها.

في ذكر بعض ما ينبني على هذا الذي تقدم وهو أن المسببات مخلوقة لله تعالى من أمور:

قال الناظم "ومنه" أي ما يبنى على أن المسببات من خلق الله تعالى أن المكلف المتسبب إذا علم ذلك وعلم أنه ليس له إلا كسب الأسباب، واستقر في نفسه فإنه يكون همه فقط هو "حفظه لذلك السبب" ومحافظته عليه والنصيحة فيه، إذ حاجته محصورة في تحصيله "فلا يرى" ولا يوجد "في غيره" أي غير ذلك السبب "له أرب" أي حاجة، وقصد (١).

ومما ينبني على ما ذكر -أيضا- أنه يحصل "الأمن معه من لحوق التعب" تعب الدنيا "و" كذلك فيه "راحة النفس" من الاشتغال بـ "المسبب" والاهتمام بأمره، وحصر الهموم في هم واحد وهو كسب السبب فقط (٢).

"و" مما ينبني على ذلك -أيضا- "كثرة الثواب" ووفرته "في" العمل في "العادات و" كذلك "الارتقاء" والصعود "في" عمل وكسب الأمور "العباديات"، وإنما كان الأمر في هذا الشأن كذلك، لأن من ترك الالتفات إلى المسببات مسقط للحظوظ النفسية، بخلاف من كان ملتفتا إلى المسببات فإنه عامل على الالتفات لا إلى الحظوظ، لأن نتائج الأعمال راجعة إلى العباد مع أنها خلق لله، فإنها مصالح أو مفاسد تعود عليهم.


(١) انظر الأصل ١/ ١٦٢ - ١٦٣.
(٢) انظر الأصل ١/ ١٦٢ - ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>