للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٢٧ - وَالاجْتِهَادُ فِي امْتِثَالِ مَا أُمِرْ … وَفي اجْتِنَابِ مَا لَدَى النَّهْيِ اعْتُبِرْ

٥٢٨ - وَفي الْمُسَبَّبَاتِ مَا قَدْ عَمَّا … وَبَعْضُهَا يَخُصُّ مَنْ قَدْ أَمَّا

٥٢٩ - كَمِثْلِ قَطْعِ الرِّزْقِ فِي الزَّمَان … بِالنَّقْصِ لِلْمِكْيَالِ وَالْمِيزَان

٥٣٠ - وَمِثْلُ الانْتِفَاعِ بِالْمَبِيعِ … حِلًّا وَكَالسُّكْرِ مِن الْمَمْنُوعِ

في الفائدة الرابعة، وهي: انتهاض الهمة واكتساب الاجتهاد - بذل الجهد والطاقة - في امتثال الأوامر واجتناب المنهيات.

قال الناظم: "و" من فوائد ذلك - أيضا - "الاجتهاد" بذل "الجهد" والطاقة "في امتثال ما" به المرء "أمر" شرعا "و" كذلك "في اجتناب" وتوقي "ما لدى" في "النهي" يعني المنهي عنه "اعتبر" وعد "و" إنما تكتسب هذه الفائدة من هذه الجهة - جهة التفات المتسبب إلى المسببات - لأن من "المسببات ما قد عما" أي ما يكون عاما من حيث إنه غير مقصور على من اكتسبه، بل يقع عليه وعلى غيره. أو من حيث عمومه لجزيئات مختلفة من الخير والشر. "وبعضها" أي المسببات ليس كذلك بل إنما "يخص من قد أما" - الألف للإطلاق - أي أمه - قصده - وأتى به كما أنه لا يكون إلا مفردا.

أما أمثلة المسببات العامة فـ "كمثل قطع الرزق" عن الخلق "في الزمان" الذي اتصف أهله "بالنقص للمكيال والميزان" فـ {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣)} [المطففين: ٢ - ٣] وكمثل الحكم بغير الحق الفاشي عنه الدم، وخفر العهد الذي يكون عنه تسليط العدو، والغلول الذي يكون عنه الرعب. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما ظهر الغلول في قوم إلا ألقى الله الرعب في قلوبهم، ولا فشا الزنا في قوم إلا وكثر فيهم الموت، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير الحق إلا فشا فيهم الدم، ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم العدو".

"و" أما أمثلة المسببات الخاصة فهي "مثل الانتفاع بالمبيع" الناشئ عن البيع حال كونه "حلا" أي حلالا فإنه مقصور على من كسبه فلا يتعداه إلى من سواه، فلا يشمل أمورا أخرى بذلك البيع، هذا في الحلال "و" أما في الحرام فـ "كالسكر" الناشئ "من" أي عن شرب "الممنوع" المحرم، كالخمر، فإنه مقصور على صاحبه، كما أنه يشمل ما

<<  <  ج: ص:  >  >>