للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٧٧ - وَالْعِلْمُ بِالتَّارِيِخِ وَالْأَخْبَارِ … وَذَاكَ فِي الْقُرْآن أَمْرٌ جَارِ

٨٧٨ - فَكَمْ بِهِ مِنْ قِصَّةٍ وَمِنْ خَبَرْ … بِالْغَيْبِ فِيهِ لِلنُّفُوسِ مُعْتَبَرْ

الأمر كل لله، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (١٢) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرّعد: ١٢ - ١٣] وقال سبحانه -: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩)} [الواقِعَة: ٦٨ - ٦٩] وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (١٤)} [النبأ: ١٤] وقال: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)} [الواقعة: ٨٢] قال: "شُكْرُكُم، تقولُون مُطرنَا بنَوء كذا كذا، وبنجم كذا كذا".

وفي الحديث: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي" (١) الحديث في الأنواء، وفي الموطأ مما انفرد به: "إذا أنشأت بحريّة ثم تشاءمت فتلك عين غديقة".

وقال عمر بن الخطاب للعباس وهو على المنبر والناس تحته: كم بقي من نوء الثريا؟ فقال له العباس: بقي من نوئها كذا وكذا. فمثل هذا مبين للحق من الباطل في أمر الأنواء والأمطار. وقال تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ} [الحجر: ٢٢] الآية. وقال: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [فاطر: ٩] إلى كثير من هذا.

"و" كما لهم العلم بما ذكر لهم "العلم بالتاريخ والأخبار" أي أخبار الأمم الماضية، "و" إيراد "ذاك" أي أخبار مما مضى من الأمم والرسل "في القرآن" وكذلك في السنة "أمر جار" واقع، ولكن القرآن احتفل في ذلك بأنباء الغيب "فكم به" أي فيه "من قصة" لمن مضى من الرسل وأقوامهم "ومن خبر" أي أخبار "بالغيب" من لدن عليم خبير، ذلك الخبر الذي "فيه للنفوس" والعقول "معتبر" أي عبرة، وموعظة، وذكرى.

قال تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤)} [آل عمران: ٤٤] وقال تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} [هود: ٤٩] وغير ذلك من جنس ما ذكر.


(١) الموافقات ٢ - ٥٥ - ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>