النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
"و" عاشرها: "الوصف بالحمد" في الكتب السالفة، وبغيره من الفضائل ففي القرآن {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}[الصَّف: ٦] وسميت أمته الحمادين.
"و" الحادي عشر: "رفع الذكر". قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)} [الشَّرح: ٤] وذكر أن معناه قرن اسمه باسمه في عقد الإيمان، وفي كلمة الإيمان فصار ذكره - عليه الصلاة والسلام - مرفوعا منوها به. وقد جاء في ذكر الأمة ومدحهم والثناء عليهم في القرآن وفي الكتب السالفة كثير. وجاء في بعض الأحاديث عن موسى - عليه الصلاة والسلام - أنه قال "اللهم اجعلني من أمة أحمد لما وجد في التوراة من الإشادة بذكرهم والثناء عليهم".
"و" الثاني عشر: "الوحي بالرؤيا" قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}[النِّسَاء: ١٦٣] وسائر ما في هذا المعنى، ولا يحتاج إلى شاهد. وفي الأمة "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".
"و" الثالث عشر: "شرح الصدر" قال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)} [الشَّرح: ١] الآية. وقال في الأمة:{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}[الزُّمر: ٢٢].
"و" الرابع عشر: "مقتضى" وحكم "التثبيت" عند توقع التفلت البشري قال تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (٧٤)} [الإسرَاء: ٧٤] وفي الأمة: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[إبراهيم: ٢٧].
"و" الخامس عشر: "الغفران للذنب" ما تقدم منه وما تأخر. قال تعالى:{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح: ٢] وفي الأمة ما روي أن الآية لما نزلت قال الصحابة: هنيئا مريئا، فما لنا؟ فنزل {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}[الفتح: ٥] فعم ما تقدم وما تأخر. وفي الآية الأولى إتمام النعمة في قوله:{وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}[الفتح: ٢] وقال في الأمة: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ}[المائدة: ٦] الآية.
"و" السادس عشر: "التيسير" والتسهيل لتلاوة "القرآن" الكريم "عليهم" قال تعالى: