وفي القرآن الكريم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[البقرة: ١٤٣].
"و" الحادي والعشرون: هو ما ثبت "من" تشريع "صلاة" من "الله" تعالى. قال سبحانه في النبي - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}[الأحزَاب: ٥٦]. وقال عز وجل في الأمة {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[الأحزَاب: ٤٣] وقال تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}[البقرة: ١٥٧].
"و" الثاني والعشرون: "التسليم" منه سبحانه ففي أحاديث إقراء السلام من الله سبحانه على نبيه عليه الصلاة والسلام وقال سبحانه: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}[النَّمل: ٥٩] وقال تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}[الأنعام: ٥٤] وقال جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام في خديجة اقرأ عليها السلام من ربها ومني.
"و" الثالث والعشرون: جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - والأمة "وجهة الملك" وموضع "التكليم" والخطاب مباشرة. إما في النبي عليه الصلاة والسلام فهذا أمر ظاهر. وأما في الأمة فقد روي في بعض الصحابة أنه كان يكلمه الملك - كعمران بن حصين - ونقل عن الأولياء من هذا.
"و" الرابع والعشرون: "وصفهم" أي أفراد هذه الأمة من الله تعالى "كمثل ماله" عليه الصلاة والسلام "وصف" سبحانه "ببعض الأوصاف التي بها اتصف" سبحانه فإنه تعالى سمى نبيه - عليه الصلاة والسلام - بجملة من أسمائه كالرؤوف، الرحيم. وكذلك الأمة نحو: المؤمن والخبير والعليم والحكيم. ولله تعالى المثل الأعلى، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]. ومثل هذا يجب أن يقرر على وفق ما تقتضيه قواعد العقيدة الإسلامية الصحيحة، المبينة في كتب هذا الشأن.
"و" الخامس والعشرون: هو ما ثبت "من موالاة" ونصرة من الله تعالى "لمن والاهم" ونصرهم "ومن معاداة" منه - سبحانه - ومحاربة "لمن عاداهم" فمعاداة