للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦١٥ - جَاءَتْ لِأنْ تُوخَذَ بِالْقَبُولِ … بُرْهَانُهَا مُعْجِزَةُ الرَّسُولِ

١٦١٦ - فَمَنْ يَكُنْ بِالأوَّلِ اسْتِدْلَالُهُ … كَانَ كأَنْ بِوَضْعِهِ اسْتِقْلَالُهُ

١٦١٧ - وَمَنْ بِثَانٍ يَسْتَدِلُّ إِنَّمَا … أَخَذَهُ مَعْنىً أَتَى مُسَلَّمَا

١٦١٨ - لِفَهْمِ مُقْتَضَاهُ بِالإِلْزَامِ … لِشَأْنِهِ شَرْعًا وَالالْتِزَامِ

١٦١٩ - لِذَاكَ إِطْلَاقُ الدَّلِيلِ فِيهِمَا … نَوْعًا مِنْ اشْتِرَاكِ لَفْظٍ يُمِّمَا

أخبر "جاءت" - أي أتت - "لأن تؤخذ" وهي متلقاة "بالقبول" - بفتح القاف - أي الرضى وبذلك يعلم بها من هي مسلمة عنده "برهانها" الذي قامت عليه حجتها وكونها دليلا معتبرا في الحقيقة إنما هو "معجزة الرسول" - صلى الله عليه وسلم - الدالة على صدقه في كل ما أتى به، فإذا ثبت برهان المعجزة ثبت الصدق وثبت التكليف على المكلف.

"فمن يكن" من أهل العلم والنظر "بـ"ـالضرب "الأول" من هذين الضربين "استدلاله" واحتجاجه فإنه يعد ويعتبر منشأ له و"كان كأنـ"ـه قد ثبت له انفراد" بوضعه" و "استقلاله" به باعتبار أنه من ثمرات العقل والعقل يعطي ما يثمره لصاحبه بذاته مستقبلا.

"و" أما "من" "بـ"ـالضرب الذي هو "ثان" من الضربين "يستدل" ويحتج فإنه "إنما أخذه معنى" وأمرا "أتى مسلما لـ"ـأجل حصول "فهم مقتضاه" وما دل عليه من معنى "بالإلزام" الثابت على الخصم "لشأنه" وأمره "شرعا والالتزام" الذي يلحق به - أي الخصم -، وذلك كان يقول المدعي للخصم إذا سلمت تلك القضية لزمك تسليم المدعى، وسقط اعتراضك، وذلك كأن يدعي الفقيه وجوب الزكاة في حلي البالغة، ويقيم على ذلك دليلا، وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - "في الحلي زكاة" فيقول الخصم: هذا لا يدل لك، لأنه خبر آحاد، وخبر الآحاد لا يكون حجة. فيقول المدعي: خبر الآحاد حجة، لأنه قد ثبت في علم أصول الفقه حجيته، وكلما هو حجة، فيكفي الاستدلال به، ينتج خبر الآحاد يكفي الاستدلال به، وإذا تقرر هذا ثبت اختلاف حال هذين الضربين على الوجه الذي تقدم ذكره فإنه "لذاك إطلاق" لفظ "الدليل فيهما" يعني عليهما إنما يصح باعتبار أن بينهما "نوعا من اشتراك" الـ"ـلفظ" وهو الذي قد "يمما" - الألف للإطلاق - أي قصد في هذا الإطلاق، لأن الدليل بالمعنى الأول خلافه بالمعنى الثاني، فهو بالمعني الأول جار على الاصطلاح المشهور عند العلماء وبالمعنى الثاني نتيجة أنتجتها المعجزة فصار قولا مقبولا فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>