للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧١٤ - مِنْ جِهَةِ الْمَدَارِكِ الْعَقْلِيَّهْ … لَا الْوَضْعِ فِي الأدِلَّةِ الشّرعِيَّهْ

١٧١٣ - لِكَوْنِهَا فِي نَفْسِ الأَمْرِ قَدْ حَصَلْ … بَيَانُهَا بِمَا اسْتَقَرَّ وَايسْتَقَلْ

١٧١٦ - وَقَصَّرَ النَّاظِرُ فِي اجْتِهَادِ … أَوْ زَاغَ عَنْ نَهْجِ الْبَيَانِ الْهَادِي

١٧١٧ - فَالاشْتِبَاهُ رَاجعٌ لِلنَّاظِرِ … لَا وَاقِعٌ عَلَى الدَّلِيلِ الصَّادِرِ

ثم زيغ "من جهة المدارك" - جمع مدرك - وهو ما يدرك به الحكم، أو يدرك فيه فيؤخذ منه - "العقلية" المتوسل بها إلى الاستنباط من النصوص والمتخذة مرتكزات في ذلك، "لا" من جهة "الوضع" الجاري أمره "في الأدلة الشرعية" التي عرض فيها ذلك التشابه "لكونها في نفس الأمر" والواقع "قد حصل" ووقع "بيانها" وإيضاح المعنى المقصود بها "بما" أي بالذي "استقر" لها من معنى "واستقل" في بيان المراد بها، وذلك قد يكون بأدلة خارجية وحدها إذا كان المقام مقام تأويل، وقد يكون من جهة ظواهرها معتضدا بأدلة خارجية إن كان أمر التأويل لا حاجة إليه، وبذلك فمعناها مبين بالأدلة الشرعية على كل حال "و" لكن "قصر الناظر في اجتهاد"ـه فلم يستتم النظر ولم يبلغ به المنزلة المطلوبة منه في ذلك. "أو زاغ" ومال "عن نَهج" أي طريق "البيان" الذي عليه بني الخطاب الشرعي، والذي هو "الهادي" المرشد إلى المعنى المقصود من النصوص الشرعية كما هو معلوم ومقرر، وبذلك "فـ" ـإن هذا الضرب - القسم - من "الاشتباه راجع" وجوده في واقع الأمر "للناظر" المقصر، أو الزائغ - كما تقدم ذكره - "لا واقع" ولا وارد "على الدليل الصادر" يعني الآتي من الشارع على الإطلاق.

وإنما ينسب إلى الناظرين التقصير أو الجهل بمواقع الأدلة، فيطلق عليهم أنهم متبعون للمتشابه، لأنهم إذا كانوا على ذلك مع حصول البيان فما ظنك بهم مع عدمه؟ فلهذا قيل إنهم داخلون بالمعنى في حكم الآية ومن أمثلة هذا القسم ما تقدم آنفا للمعتزلة والخوارج وغيرهم، ومثله ما خرجه مسلم عن سفيان قال: "سمعت رجلا يسأل جابر بن يزيد الجعفي عن قوله: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [يُوسُف: ٨٠] ".

فقال جابر: لم يجئ تأويل هذه الآية، قال سفيان: وكذب. قال الحميدي: فقلنا لسفيان: ما أراد بهذا؟ فقال: إن الرافضة: تقول أن عليا في السحاب، فلا يخرج - يعني مع من خرج من ولده - حتى ينادي مناد من السماء - تريد عليا أنه ينادي - اخرجوا مع فلان

<<  <  ج: ص:  >  >>