وذلك "كقوله" - تعالى -: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ}[البقرة: ٢٣٣]"و" قوله - تعالى - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}[البقرة: ١٨٣] وقوله - تعالى - {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}[النساء: ١٤١] وقوله - تعالى - {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ}[المائدة: ٨٩] وأشباه ذلك "وهذا" أي هذا الضرب "كثير" وروده في النصوص الشرعية، "واتباعه" والعمل بمقتضاه طلب فعل كان أو طلب كف أمر "يجب" ويلزم شرعا وذلك "لجريه" في الدلالة على الطلب الشرعي بالفعل أو الكف "مجرى الصريح" المذكور "الصادر" عن الشارع "من النواهي ومن الأوامر" هذا بيان لقوله "الصريح".
وثاني هذه الضروب هو ما أتى "أو جاء" من الخطاب الشرعي مصحوبا "بالترتيب للثواب" والجزاء الحسن "عليه" أي على فعل ما اقتضاه، وطلب به ومن ذلك قوله - تعالى - {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[النساء: ١٣]"و" - بمعنى أو - أي أو بـ "الترتيب للعقاب" على فعل ما نهى عنه فيه، ومن ذلك قوله - تعالى - {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا}[النساء: ١٤].
"أو" جاء "مبديا" ومظهرا بدلالته ومعناه "مدحا" لفعل ما، أو مدحا لفاعله "أو" مبديا "حب الله" - تعالى - "في" امتثال "الأمر" أي أمره - سبحانه ومن ذلك قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ}[الحديد: ١٩] وقوله - سبحانه -: {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة: ١٩٥]"أو" جاء مبديا "للعكس" أي عكس ذلك وهو الذم بحيث يأتي ذاما فعلا ما، أو فاعلا له، أو ذاكرا أنه فعل مبغض أو مكروه أو غير محبوب له - تعالى - وذلك يجري "في"الأفعال التي أوردت في شأنها "النواهي" الشرعية، ومن ذلك قوله - تعالى - {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}[آل عمران: ٥٧] وقوله - سبحانه - {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور}[لقمان: ١٨] وقوله - تعالى - {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأنعام: ١٤١] وقوله - سبحانه - {وَلَا