للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٠٤ - وَلاطِّرَادِ هَذَا الأْصْلِ اعْتَمَدَهْ … بَعْضٌ لِلاسْتِدْلَالِ فِيمَا قَصَدَهْ

٢٢٠٥ - كَمِثْلِ مَا اسْتَدَلَّ فِي وُقُوعِ … خِطَابِ أَهْلِ الْكُفْرِ بِالْفُرُوعِ

٢٢٠٦ - بِقَوْلِهِ لَمْ نَكُ فِي الْمُدَّثِرِ … لِكَوْنِهِ مُقَرَّرًا لَمْ يُنْكَرِ

" ولـ" أجل "اطراد هذا الأصل" وجريان مقتضاه بلا تخلف "اعتمده بعض" أهل العلم والنظار، "للاستدلال" والاحتجاج به "فيما" من الأحكام "قصده" يعني قصد إثباته.

وكان مما يجري عليه حكم هذا الأصل ومقتضاه، وذلك "كمثل ما استدل" يعني استدلال جماعة من الأصوليين "في"يعني على "وقوع خطاب أهل الكفر بالفروع" الشرعية "بقوله" - تعالى -: {لَمْ نَكُ} [المدَّثِّر: ٤٣] " من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين الوارد "في" سورة "المدثر"، وإنما استدل بهذا القول وإن كان من كلام الكفار "لكونه مقررا" مسكوتا عنه "لم ينكر" بعد ذكره ص لدن الشارع إذ لو كان باطلا، لرد عند حكايته.

ومن ذلك - أيضا - الاستدلال على أن أصحاب الكهف سبعة، وثامنهم كلبهم بأن الله - تعالى - لما حكى من قولهم بإنهم {ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} وأنهم {خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ} أعقب ذلك بقوله: {رَجْمًا بِالْغَيْبِ} أي ليس لهم دليل ولا علم غير اتباع الظن، ورجم الظنون لا يغني من الحق شيئا، ولما حكى قولهم {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} لم يتبعه بإبطال، بل قال: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} (١) دل المساق على صحته دون القولين الأولين.

وروي عن ابن عباس أنه كان يقول: أنا من ذلك القليل الذي يعلمهم. ورأيت منقولا عن سهل بن عبد الله أنه سئل عن قول إبراهيم عليه السلام {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} (٢)؟ فقيل له أكان شاكا حين سأل ربه أن يريه آية؟

فقال: لا، وإنما كان طلب زيادة إيمان إلى إيمان ألا تراه قال {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى} فلو علم شكا منه لأظهر ذلك، فصح أن الطمأنينة كانت على معنى الزيادة في الإيمان، بخلاف ما حكى الله عن قوم من الأعراب في قوله {قَالَتِ الْأَعْرَابُ


(١) سورة الكهف/ ٢٢.
(٢) سورة البقرة/ ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>