للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٣٣٤ - وَمَيْزُ مَا يُفِيدُ قَصْدَ الْوَصْلِ … بِحَيْثُ مَا جَاءَ وَقَصْدَ الْفَصْلِ

٢٣٣٥ - وَالْفَرْقُ مَا بَيْنَ إِذَا وَإِنْ وَمَا … بَعْد مِنَ الْجَوَابِ يَأْتِي بِهِمَا

٢٣٣٦ - وَغَيْر هِذِه مِنَ الْمَعَانِي … الْمُسْتَفَادَاتِ مِنَ الْبَيَانِ

٢٣٣٧ - وَمِنْ هُنَا يَقُولُ بَعْضُ الْعُلَمَا … إِعْجَازُهُ إِلَى الْفَصَاحَةِ انْتَمَا

والاستمرار. والله - تعالى - أعلم.

"و" منه - أيضا - "ميّز" أي فرز وعزل "ما يفيد" ويقتضي من الكلام بحكم حاله ترك عطف بعضه على بعض "قصد الوصل" بين أجزائه "بحيث ما" يعني في أيّ موضع "جاء" وورد "و" ما من الكلام يقتضي ويفيد بحكم حاله عطف بعضه على بعض "قصد الفصل" بين أجزائه. وهذا موضوع مفصّل فيه البحث والكلام في علم البيان.

"و" من ذلك - أيضا -: "الفرق" الحاصل "ما بين" لفظة "إذا" الشّرطيّة "و" لفظة "إن" الشّرطيّة "وما" يرد "بعد" هما "من الجواب" و"يأتي بـ" مقتضا "هما" قال القزويني في التلخيص: "فإن وإذا للشرط في الاستقبال لكن أصل إن عدم الجزم في وقوع الشرط، فلا تقع في كلام الله تعالى على الأصل إلا حكاية أو على ضرب من التأويل وأصل إذا الجزم بقوعه" (١) "وغير هذه" المعاني المذكورة "من المعاني المستفادات من "جهة "البيان" وما انطوى عليه من وجوه الكلام، وأساليبه المختلفة، فإذا حصل فهم ذلك كلّه على ترتيبه في اللسان العربيّ، فقد حصل فهم ظاهر القرآن.

"ومن "هذا الذي قرّر "هنا" وبيّن أمره "يقول بعض العلماء" إنّ القرآن "إعجازه إلى الفصاحة" يسند، فإنّه إليها "انتمى" وانتسب. قال الله - تعالى - {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البَقَرَة: ٢٣] وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٣)} [هُود: ١٣] وهو لائق أن يكون الإعجاز بالفصاحة لا بغيرها، إذ لم يؤتوا على هذا التقدير إلا من باب ما يستطيعون مثله في الجملة (٢).


(١) انظر شرح التلخيص ٢/ ٣٨، ٣٩.
(٢) الموافقات ٣/ ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>