للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٣٣٨ - وَكُلُّ مَا دَلَّ عَلَى التَّوْحِيدِ … وَمَا عَلَى الْعِبَادِ لِلْمَعْبُودِ

٢٣٣٩ - فَإِنَّهُ بَاطِنُهُ الْمُرَادُ … وَبِالذِي قْد مَرَّ الاسْتِشْهَادُ

٢٣٤٠ - وَمِثْلُ مَفْهُومِ أَبِي الدَّحْدَاحِ فِي … مَنْ ذَا الذِي يُقْرِضُ فِي الْمَعْنَى حَفِي

٢٣٤١ - لَا مِثْلَ مَفْهُومِ الْيَهُودِ … فِيِه تَبًّا لَهُمْ فِي الْقَصْدِ لِلتَّشْبِيهِ

هذا هو أمر الظّاهر وبيانه، "وكلّ ما دلّ" من المعاني "على التّوحيد" لله - تعالى - والإقرار له سبحانه بالرّبوبيّة "و" كذا "ما" دلّ على الحقوق وثبوتها ووجوبها "على العباد للمعبود" سبحانه وتعالى "فإنّه باطنه" أي القرآن، لأنّه "المراد" والمقصود الذي أنزل لأجله "و" الاستدلال على هذا جار "بالذي قد مرّ" آنفا وبه "الاستشهاد" على ذلك "و" منه - أي من هذا الباطن - "مثل مفهوم أبي الدّحداح" - الذي فهمه - في قوله - تعالى -[{"مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ" اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البَقَرَة: ٢٤٥]] فإنّه قد روي عنه أنّه قال لمّا نزلت هذه الآية: إنّ الله كريم استقرض منّا ما أعطانا.

وهذا الذي فهمه من الآية أمر "في" طيّات "المعنى" الذي تدلّ عليه هذه الآية "خفيّ" لا يدركه إلّا فقيه يدرك من معاني النّص الشّرعي خفيّها، كما يدرك جليّها وقد أجاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أبا الدّحداح عن قوله هذا، فقال له "نعم ليدخلكم الجنّة".

و"لا" يعدّ من هذا "مثل مفهوم" ومدرك "اليهود فيه" أي في هذا النّص - الآية - المذكور "تبّا" وهلاكا "لهم" ما أخبث نفوسهم وما أبلد عقولهم إذ فهموا "في" معناها ومقتضاها "القصد للتّشبيه" لله - تعالى - بخلقه، وقالوا {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عِمرَان: ١٨١] نعوذ بالله من الضّلالة والخذلان.

وممّا يعدّ من هذا الباطن - مراد الله تعالى - وقصده في كتابه، أنّ العبادات المأمور بها، بل المأمورات والمنهيّات كلّها إنّما طلب بها العبد شكرا لما أنعم الله به عليه، ألا ترى قوله - تعالى -: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النّحل: ٧٨] وفي الأخرى {قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الأعرَاف: ١٠] والشّكر ضدّ الكفر، فالإيمان وفروعه هو الشّكر، فإذا دخل المكلّف تحت أعباء التّكليف بهذا القصد فهو الذي فهم المراد من الخطاب، وحصّل باطنه على التّمام، وإن هو فهم من ذلك مقتضى عصمة ماله

<<  <  ج: ص:  >  >>