للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد (١)، واختاره الآجُرِّيُّ وابنُ عَقِيلٍ، ليَستدلَّ به الجاهلُ.

لكن قال الحسَنُ: (الطَّاق في المسجد أحدثه (٢) النَّاس) (٣)، وكان يَكرَه كلَّ محدَثٍ (٤)، وعن سالِم بن أبي الجَعْد: (لا تزال هذه الأمَّة بخيرٍ ما لم يتَّخذوا في مساجدهم مذابح كمذابح (٥) النَّصارى) (٦)، وعن عليٍّ: «أنَّه كان إذا مرَّ بمسجدٍ يُشرِف قال: هذه بِيعَة»، احتجَّ به أحمد (٧)، وظاهِرُه الكراهةُ.

(أَوْ يَتَطَوَّعَ فِي مَوْضِعِ المَكْتُوبَةِ)، نَصَّ عليه (٨)؛ لما رَوى المغيرةُ بنُ شُعبةَ مرفوعًا قال: «لا يصلِّينَّ الإمامُ في مقامِهِ الَّذي صلَّى فيه المكتوبةَ حتَّى يَتنحَّى عنه» رواه أبو داود (٩)، ولأنَّ في تحوُّله من مكانه إعلامًا لمن أتى المسجد أنَّه


(١) ينظر: مسائل ابن منصور ٢/ ٦٠٥، مختصر ابن تميم ٢/ ٣٢٨.
(٢) في (و): أحدث.
(٣) لم نقف عليه بهذا اللفظ، وروى عبد الرزاق (٣٩٠١): أن الحسن اعتزل الطاق أن يصلي فيه.
(٤) أي: الإمام أحمد، كما يدل عليه كلام صاحب كشاف القناع ١/ ٤٩٣. وينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٦٧.
(٥) في (أ): مفاتح كمفاتح.
(٦) لم نقف عليه بهذا اللفظ عن سالم، وروى ابن أبي شيبة (٤٦٩٦)، عن سالم بن أبي الجعد، أنه قال: «لا تتخذوا المذابح في المساجد»، وإسناده صحيح.
ورواه ابن أبي شيبة (٤٦٩٩) باللفظ المذكور مرفوعًا من حديث موسى الجهني، وفيه انقطاع.
(٧) أخرجه عبد الرزاق (٥١٢٨)، وابن أبي شيبة (٣١٤٩)، وأحمد في الورع (٦٠٩)، رجاله ثقات، وهو منقطع؛ مسلم بن عمران البطين لم يدرك عليًّا.
(٨) ينظر: مسائل ابن منصور ٢/ ٥٨٠، مسائل ابن هانئ ١/ ٦١.
(٩) أخرجه أبو داود (٦١٦)، وابن ماجه (١٤٢٨)، من طريق عطاء الخراساني عن المغيرة ، قال أبو داود: (عطاء الخراساني لم يدرك المغيرة بن شعبة)، وله شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ: «أيعجز أحدكم إذا صلى أن يتقدم، أو يتأخر، أو عن يمينه، أو عن شماله»، أخرجه ابن أبي شيبة (٦٠١١)، وأحمد (٩٤٩٦)، والبيهقي (٣٠٤٤)، وفي إسناده إبراهيم بن إسماعيل وهو ضعيف جدًّا، ووقع فيه اضطراب، وعلقه البخاري (٨٤٨)، فقال: (ويذكر عن أبي هريرة، رفعه: «لا يتطوع الإمام في مكانه»، ولم يصح)، قال ابن حجر: (قوله: (ولم يصح) هو كلام البخاري؛ وذلك لضعف إسناده، واضطرابه، تفرد به ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، واختلف عليه فيه)، وأخرج ابن أبي شيبة (٦٠٢٧) عن علي قال: (من السنة أن لا يتطوع الإمام حتى يتحول من مكانه)، قال ابن حجر: (إسناده حسن)، وصحح الألباني الحديث بشواهده. ينظر: الفتح لابن رجب ٧/ ٤٢٩، الفتح لابن حجر ٢/ ٣٣٥، صحيح أبي داود ٣/ ١٧٧.