للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويُشترَط اثنتان؛ لقول ابن عمر: «كان النَّبيُّ يَخطُبُ خُطبتين وهو قائمٌ، يفصلُ بينهما بجلوسٍ» متَّفَقٌ عليه (١)، ولأنَّهما أقيما مقام الرَّكعتين، فالإخلال بإحداهما إخلالٌ بإحدى الرَّكعتين.

وعنه: تُجزِئُه واحدةٌ.

والمنصوص: أنَّهما بدَلٌ من الرَّكعتين (٢).

ويُشترَط تقديمُهما على الصَّلاة؛ لفعله وأصحابِه، بخلاف غيرها (٣)، لأنَّهما شرطٌ في صحَّة الجمعة، والشَّرط مقدَّمٌ، أو لاشتغال النَّاس بمعايشهم، فقُدِّما لأجل التَّدارك، وأن يكونا في وقتٍ تصحُّ (٤) فيه الجمعة من مكلَّف مستورِ العورة، قاله القاضي.

(مِنْ (٥) شَرْطِ صِحَّتِهِمَا: حَمْدُ اللهِ تَعَالَى)؛ لما روى أبو هريرة مرفوعًا: «كلُّ كلامٍ لا يُبدَأُ فيه بالحمدِ للهِ فهو أجذمُ (٦)» رواه أبو داود، ورواه جماعةٌ مرسلاً (٧)، وروى أبو داود عن ابن مسعودٍ قال: «كان النَّبيُّ إذا تَشهَّد قال: الحمدُ لله» (٨)، ويَتعيَّن هذا اللَّفظُ في قول الجمهور.


(١) أخرجه البخاري (٩٢٨)، ومسلم (٨٦١).
(٢) ينظر: مسائل ابن هانئ ١/ ٨٨، مسائل عبد الله ١٢٣، زاد المسافر ٢/ ٢٥٢.
(٣) في (أ) و (ب) و (د) و (و): غيرهما.
(٤) في (أ) و (و): يصح.
(٥) في (ب) و (ز): ومن.
(٦) كتب على هامش (ز): (أي: مقطوع البركة).
(٧) سبق تخريجه ١/ ٧ حاشية (٥).
(٨) أخرجه أبو داود (١٠٩٧)، وإسناده ضعيف، فيه راويان مجهولان، الأول: أبو عياضٍ الراوي عن ابن مسعود، والثاني: عبد ربه بن يزيد، قال ابن حجر: (لا يصح؛ لأنه من رواية أبي عياض وهو مجهول لا يعرف اسمه ولا حاله)، وهذا الحديث هو أحد الروايات في حديث خطبة الحاجة، الذي جمع طرقه الشيخ الألباني. ينظر: موافقة الخبر الخبر لابن حجر ١/ ٣٥، وضعيف سنن أبي داود ٢/ ٦، خطبة الحاجة للألباني ص ١٣.