للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد دلَّ علَى أنَّ الوصِيَّ يُقدَّم علَى الأميرِ؛ لأنَّ «أبا بكر أوصَى أنْ يُصلِّيَ عليه (١) عمرُ»، قاله أحمدُ (٢)، وقال: أوْصَى عُمرُ أنْ يصلِّيَ عليه صُهَيبٌ (٣)، وأَوْصتْ أمُّ سلمةَ أنْ يُصلِّيَ عليها سعيدُ بن زَيدٍ (٤)، وأوْصَى


(١) في (د): على.
(٢) الذي في مسائل صالح ٣/ ١٣٧: (قلت: الرجل يوصي أن يصلي عليه رجل هو أحق أو ولده؟ قال: الموصى إليه أحق؛ أبو بكر صلى عليه عمر، وعمر صلى عليه صهيب، وأبو بكرة صلى عليه أبو برزة، ومسروق صلى عليه شريح، ويونس بن جبير صلى عليه أنس بن مالك).
وأثر أبي بكر : أخرجه عبد الرزاق (٦٣٦٤)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ٢٠٧)، عن الزهري قال: «صلى عمر على أبي بكر، وصلى صهيب على عمر»، وهو مرسل ورجاله ثقات.
(٣) أخرجه الحاكم (٤٥١٦)، والبيهقي في الكبرى (٧٠٣٩)، وابن عساكر في تاريخه (٤٤/ ٤٤٩)، عن ابن عمر ، وإسناده صحيح.
(٤) أخرجه أحمد كما في مسائل أبي داود (٢١٨)، وابن أبي شيبة (١١٢٩٩)، وابن المنذر في الأوسط (٣٠٨٧)، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، قال: «لما توفيت أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان»، وأخرجه الحاكم (٦٧٦٧)، عن عطاء بن السائب، عن محارب، قال: حدثني ابنٌ لسعيد بن زيد: وذكره. وأخرجه يعقوب بن شيبة في المعرفة (١/ ٢١٦)، والبيهقي في الكبرى (٦٨٩٨)، عن عطاء بن السائب، وجعل مكان (أم سلمة): ميمونة، ولم يذكر ابن سعيد. وأخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (٤٦٩)، من طريق أبي عوانة، عن عطاء بن السائب، وذكر ابن سعيد، وجعل مكان (أم سلمة): ميمونة. وأخرجه البغوي في معجم الصحابة (٩٦٣)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (٢١/ ٨٨)، عن عطاء بن السائب، وذكر ابن سعيد، وجعل مكان (أم سلمة): زينب.
فاضطرب عطاء بن السائب فيه، وهو ممن اختلط بأخرة، وقد روى عنه هذا الأثر: جرير بن عبد الحميد وخالد بن عبد الله وأبو عوانة وأبو حمزة السكري، وجميعهم روى عنه بعد الاختلاط.
وأخرجه ابن أبي شيبة (١١٣٠٤)، من طريق سفيان، عن عطاء بن السائب، عن محارب، لكن بلفظ: «أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سوى الإمام»، قال البيهقي في الكبرى: (وهذا أصح)، فالثوري روى عنه قبل الاختلاط، فالإسناد إلى محارب حسن، إلا أنه منقطع، محارب لم يدرك أم سلمة ، قال الذهبي في السير ٢/ ٢٠٨: (منقطع).
وذِكْرُ سعيد بن زيد مشكل، قال الحافظ في الإصابة ٨/ ٣٤٤: (سعيد بن زيد مات قبل تاريخ موت أم سلمة على الأقوال كلها)، ولو ثبت أنها أوصت بأن يصلي عليها سعيدًا، فقد وجَّه الذهبي وابن حجر: بأنها كانت أوصت بأن يصلِّي سعيد عليها في مَرضةٍ مَرِضتها، ثم عوفيت، ومات سعيد قبلها.