للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمذهب عند القاضي وأصحابه والمؤلِّف، وقدَّمه في «الفروع»: يَجِب دفنُه مستقبِلَ القِبلة.

وعند صاحب «الخلاصة» و «المحرَّر»، وظاهر كلامه: أنَّه يُستحَبُّ؛ كجنبه الأيمن.

وظاهره: أنَّه لا يَجعَل تحت رأسِه شَيئًا؛ لقول عُمَر: «إذا جعلتُمونِي في اللَّحد فأفْضُوا بخَدِّي إلى الأرض» (١).

واستَحبَّ عامَّتُهم أن يُجعَل تحت رأسه لَبنةٌ؛ كالمِخدَّة للحيِّ، ويُجعَل قدامه وخلفَه ما يَمنَع وقوعه على قفاه أو وجهه.

وفي «الشَّرح» و «الفروع»: يُدْنيه (٢) من قِبلة اللَّحد، ويُسنِد (٣) خلفه.

ويُكرَه المرقعة والمضربة (٤)، نَصَّ عليه (٥)، وكذا قطيفة تحته؛ لكراهة الصَّحابة (٦)، وهو قولُ الأكثر،


(١) أخرجه أحمد في الزهد (٦٣٤)، وأحمد بن منيع كما في المطالب العالية (٨٢٤)، وابن المنذر في الأوسط (٣١٩٤)، من حديث ابن عمر، وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف الحديث، والشعبي لم يسمع من ابن عمر .
(٢) في (د) و (و): ببدنيه.
(٣) في (د): وسند.
(٤) والمضربة: لحاف ذو طاقين مخيطين خياطة كثيرة، بينهما قطن ونحوه. ينظر: المعجم الوسيط ١/ ٥٣٧.
(٥) ينظر: زاد المسافر ٢/ ٣٠٨، المغني ٢/ ٣٧٢.
(٦) ورد عن ابن عباس : أخرجه عبد الرزاق (٦٣٩٠)، ومسدد كما في المطالب العالية (٨٢٧)، وإسحاق في مسنده (٢٠٣١)، والبلاذري في أنساب الأشراف (١/ ٤٤٧)، والفاكهي في أخبار مكة (٢٨٢٢)، وأبو يعلى الموصلي (٧١١٠)، وابن سعد في الطبقات (٨/ ١٣٩)، وابن حبان (٤١٣٤)، والحاكم (٦٧٩٧)، عن يزيد بن الأصم قال: ماتت ميمونة زوج النبي بسرف، فأخذت ردائي، فبسطته تحتها، فأخذه ابن عباس فرمى به. وأسانيده صحاح.