للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونَصَّ: أنَّه لا بأْسَ بها من علة (١) في الأرض (٢).

وعنه: مطلَقًا.

وقيل (٣): يُستحَبُّ؛ «لأنَّ شُقْرانَ وَضَع في قَبْر النَّبيِّ قطيفةً حمراءَ» (٤)، لكن من غير اتفاق منهم.

(وَيَحْثُو التُّرَابَ فِي الْقَبْرِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ) استِحبابًا؛ لمَا رَوَى جعفرُ بن محمَّدٍ عن أبيه: «أنَّ النَّبيَّ حَثَى علَى الميت ثلاثَ حثَيَاتٍ بِيَدَيْه جميعًا» رواه الشَّافِعِيُّ (٥)،


(١) في (أ): علية.
(٢) ينظر: الفروع ٣/ ٣٧٧.
(٣) في (و): وعنه.
(٤) أخرجه مسلم (٩٦٧)، بدون ذكر شُقران ، وأخرجه ابن ماجه (١٦٢٨)، مطولاً.
(٥) أخرجه الشافعي كما في مسنده (ص ٣٦١)، ومن طريقه البيهقي في المعرفة (٧٧١٨)، وفيه إبراهيم بن محمد الأسلمي متروك.
وأخرج الدارقطني (١٨٣٦)، والبيهقي في الكبرى (٦٧٣٠) من حديث عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: «رأيت النبي حين دفن عثمان بن مظعون فصلى عليه وكبر عليه أربعًا، وحَثَى بيديه ثلاث حثيات من التراب وهو قائم على القبر»، وهذا ضعيف جدًّا؛ في إسناده القاسم بن عبد الله العمري وهو متروك، وضعفه البيهقي وابن الملقن.
وأخرجه ابن ماجه (١٥٦٥)، من حديث أبي هريرة مرفوعًا، ولفظه: «صلى على جنازة، ثم أتى قبر الميت، فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثًا»، قال أبو حاتم في العلل: (هذا حديث باطل)، وقال ابن كثير وابن الملقن: (إسناده لا بأس به)، وبين ابن حجر في التلخيص وجه كلام أبي حاتم، وصححه الألباني.
وله شاهد مرسل: أخرجه أبو داود في المراسيل (٤٢٠)، وابن أبي حاتم في المراسيل (٩٤٣)، عن زيد بن تغلب، عن أبي المنذر: «أن رسول الله حَثَى في قبر ثلاثًا»، قال أبو حاتم: (زيد وأبو المنذر مجهولان). ينظر: علل ابن أبي حاتم ٢/ ٤١٦، البدر المنير ٥/ ٣١٦، التلخيص الحبير ٢/ ٣٠٣، الإرواء ٣/ ٢٠٠.