للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعنه: يَحرُم، قال الأثرم: سألتُ أبا عبد الله: يَخاف عليه أن يسقُط يجعل فيه مسمارًا من ذهبٍ؟ قال: (إنَّما رُخِّص في الأسنان) (١).

(وَمَا دَعَتْ إِلَيْهِ الضَّرُورَةُ؛ كَالْأَنْفِ)، وإن أمكن اتخاذه من فضَّةٍ؛ لأنَّ «عرفجة بن أسعد قُطِع أنفُه يوم الكُلاب، فاتَّخذ أنفًا من فضَّة، فأنْتَن عليه، فأمره النَّبيُّ ، فاتخذ أنفًا من ذَهَبٍ» رواه أبو داود وغيرُه، وصحَّحه الحاكم (٢)، والحكمةُ في الذَّهب: لا يصدأ، بخلاف الفضَّة.

(وَمَا رَبَطَ بِهِ أَسْنَانَهُ) لِمَا رَوى الأثْرمُ عن موسى بنِ طلحةَ، وأبي جمرة الضُّبَعي، وأبي رافِعٍ، وثابِتٍ البُنَانِيِّ، وإسماعيل بن زيد بن ثابتٍ، والمغيرة بن عبد الله: (أنَّهم شَدُّوا أسنانَهم بالذَّهب)؛ وهي ضرورةٌ، فأبيح (٣)؛ كالقبيعة، بل أَولَى.


(١) ينظر: المغني ٣/ ٤٦.
(٢) أخرجه أحمد (٢٠٢٧٠)، وأبو داود (٤٢٣٣، ٤٢٣٢)، والترمذي (١٧٧٠)، والنَّسائي (٥١٦٢)، من طرق عن عبد الرحمن بن طَرَفة: أنَّ جدَّه عَرْفجة بن أَسْعد، قُطع أنفُه يومَ الكُلابِ، وذكره. وعبد الرحمن بن طرفة العَطارِدي روى عنه اثنان، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال عنه العجليُّ: (ثقةٌ)، وقد حسَّنه الترمذي والبغوي والنَّووي لذلك، ولم نقف على تصحيح الحاكم له، وإنما أخرجه ابن حبان وصححه (٥٤٦٢).
وضعَّفه ابن القطَّان والألباني، وقال: (ليس للحديث علَّةٌ عندي إلا جهالة حال عبد الرحمن هذا، وإن وثَّقه العجلي وابن حبَّان، فإنَّهما معروفان بالتَّساهل في التَّوثيق، ومع ذلك فإن بعض الحفَّاظ يُحسِّنون حديث مثل هذا التَّابعي، ولو كان مستورًا غير معروف العدالة؛ كالحافظ ابن كثير وابن رجب وغيرهما). ينظر: الثقات للعجلي (١٠٤٩)، الثقات لابن حبان ٥/ ٩١، شرح السنة للبغوي ١٢/ ١١٥، تهذيب الأسماء واللغات ١/ ٣٣١، بيان الوهم والإيهام ٤/ ٦٠٩، الإرواء ٣/ ٣٠٩.
(٣) في (ز): فأتيح.