للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَتَحَلَّلَ مِنْهُ أَجْزَاءٌ)، نَصَّ عليه (١)؛ لأنه (٢) يحلب الفَمَ (٣)، ويَجْمَعُ الرِّيقَ، ويُورِث العَطشَ.

قال في «الفروع»: (ويتوجَّه احتِمالٌ؛ لأِنَّه رُوِي عن عائشةَ (٤)، وعطاءٍ، وكوَضْع الحصاة فِي فِيهِ)، وهو أظْهَرُ، قال أحمد: (مَنْ وَضَعَ فِي فِيهِ دِرْهَمًا أوْ دِينارًا؛ لا بأْسَ به ما لم يَجِد طعمَه في حَلْقه، وإلاَّ فلا يُعجِبُنِي) (٥)، وقال عبدُ الله: سألتُ أبِي عن الصَّائم يَفْتِلُ الخَيطَ (٦): يُعْجِبُنِي أنْ يَبْزُقَ (٧).

(وَلَا يَجُوزُ مَضْغُ مَا يَتَحَلَّلُ بِهِ أَجْزَاءٌ) مُطْلَقًا؛ إجْماعًا؛ لأِنَّه يكون قاصدًا (٨) لإيصال شيء (٩) من خارج إلى (١٠) جَوفه مع الصَّوم، وهو حَرَامٌ.

(إِلاَّ أَنْ لَا يَبْلَعَ (١١) رِيقَهُ)، ذكره في «المغْنِي» و «الشّرح»، وهو ظاهِرُ


(١) ينظر: مسائل ابن منصور ٣/ ١٢٢٤.
(٢) في (و): لا.
(٣) هذه عبارة الشافعي كما في مختصر المزني الملحق بالأم (٨/ ١٥٤)، قال النووي في المجموع ٦/ ٣٥٣ نقلاً عن الحاوي بتصرف يسير: (رويت هذه اللفظة بالجيم وبالحاء، فمن قال بالجيم: فمعناه يجمع الريق فربما ابتلعه، وقد قيل معناه: يطيب الفم ويزيل الخلوف، ومن قاله بالحاء: فمعناه يمتص الريق ويجهد الصائم فيورث العطش).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٩١٨١)، من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: «كانت عائشة لا ترى بأسًا في مضغ العلك للصائم إلا القار، وكانت ترخص في القار وحده»، وليث ضعيف الحديث، واختلف في سماع مجاهد من عائشة. ينظر: جامع التحصيل ص ٢٧٣.
(٥) ينظر: المغني ٣/ ١٢٥.
(٦) زاد في (أ) و (د) و (و): قال.
(٧) ينظر: الفروع ٥/ ٢٤.
(٨) في (أ): مأخذًا.
(٩) قوله: (شيء) سقط من (أ).
(١٠) قوله: (إلى) سقط من (ب) و (د) و (ز) و (و).
(١١) في (ب) و (د) و (ز) و (و): لَا يَبْتَلِع.