للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لينال فضيلتها، ولا يُكرَه فِي أخرى، رُوِي عن عمر (١)؛ للآية، وكعَشْر المحرَّم.

(وَمَنْ دَخَلَ فِي صَوْمٍ، أَوْ صَلَاةٍ تَطَوُّعًا؛ اسْتُحِبَّ لَهُ إِتْمَامُهُ)؛ لأنَّ (٢) به تَكمُل العبادةُ، وذلك مطلوبٌ، (وَلَمْ يَجِبْ)؛ لقول عائشةَ: يا رسول الله أُهْدِيَ لنا حَيْسٌ، فقال: «أَرِنِيهِ، فلقَدْ أصْبحْتُ صائِمًا»، فأَكَل. رواه مسلمٌ والخَمْسةُ (٣)، وزاد النَّسائِيُّ بإسْنادٍ جيِّدٍ: «إنَّمَا مَثَلُ صَومِ التَّطوُّع مَثَلُ الرَّجل يُخرِجُ من مالِه الصَّدقةَ، فإنْ شاء أمْضاها، وإنْ شاء حَبَسَها» (٤)، ولقوله : «الصَّائِمُ المتطوع (٥) أميرُ نَفْسِه، إنْ شاء صامَ، وإنْ شاء أفْطَرَ» رواه أحمدُ وصحَّحه، مِنْ حديث أمِّ هانِئٍ، وضعَّفه البخاريُّ (٦)، وغَيرُه من التَّطوُّعاتِ؛


(١) أخرجه عبد الرزاق (٧٧١٤)، وابن أبي شيبة (٩٥١٥)، وأبو عبيد في غريب الحديث (٤/ ٢٨٨)، ومسدد كما في المطالب العالية (١٠٣٠)، والبيهقي في الكبرى (٨٣٩٥)، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن أبيه، عن عمر: «أنه كان يستحب قضاء رمضان في عشر ذي الحجة»، وقال: «ما من أيام أقضي فيهن رمضان أحب إليَّ منها»، إسناده صحيح إلى قيس العبدي وهو ثقة، ولا نعرف له سماعًا من عمر، وصحح الحافظ إسناده في الفتح (٤/ ١٨٩).
(٢) في (ب) و (ز): لأنه.
(٣) أخرجه أحمد (٢٥٧٣١)، ومسلم (١١٥٤)، وأبو داود (٢٤٥٥)، والترمذي (٧٣٤)، والنسائي (٢٣٢٢)، وابن ماجه (١٧٠١).
(٤) هذه الزيادة عند النسائي (٢٣٢٢)، وقال الألباني: (وإسناده صحيح على شرط مسلم)، ينظر: الإرواء ٤/ ١٣٦.
(٥) زيد في (و): مثل الرجل يخرج من ماله.
(٦) أخرجه أحمد (٢٦٨٩٣)، والدارقطني (٢٢٢٢)، والبيهقي في الكبرى (٨٣٤٩)، وأخرجه الترمذي (٧٣٢)، والحاكم (١٦٠٠)، بنحو هذا السياق، وفيه جعدة المخزومي، وهو من ولد أم هانئ، ولا يُعرف إلا بهذا الحديث، وضعَّف حديثه البخاري، وقال: (لا يعرف إلا بحديثٍ فيه نظر)، وقال الترمذي: (في إسناده مقال)، وقال الذهبي: (روى عنه شعبة، لا يُدرى من هو، لكن شيوخ شعبة عامتهم جياد)، وقال ابن حجر: (ولم يسمع منها، بل سمعه من أبي صالح مولى أم هانئ وأهله عن أم هانئ)، ولم نقف على تصحيح أحمد له. ينظر: التاريخ الكبير ٢/ ٢٣٩، ميزان الاعتدال ١/ ٣٩٩، تهذيب التهذيب ٢/ ٨٢.