للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجوابُه: روايةُ أحمدَ السَّابقةُ.

ويُستثنَى منه موضِعُ قَبرِه ، فإنَّه أفضلُ بِقاع الأرض (١).

(ثُمَّ الْأَقْصَى)؛ لما روى أبو الدَّرداء مرفوعًا قال: «صلاةٌ فِي المسجد الأقصى بخمسمائة صلاةٍ» (٢)، وفِي حديث أبِي المهاجِر نحوُه (٣).


(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ٢٧/ ٢٦٠: (وقد ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال: «أحب البقاع إلى الله المساجد»، فليس في البقاع أفضل منها، وليست مساكن الأنبياء لا أحياءً ولا أمواتًا بأفضل من المساجد، هذا هو الثابت بنص الرسول واتفاق علماء أمته، وما ذكره بعضهم من أن قبور الأنبياء والصالحين أفضل من المساجد، وأن الدعاء عندها أفضل من الدعاء في المساجد حتى في المسجد الحرام والمسجد النبوي، فقول يعلم بطلانه بالاضطرار من دين الرسول ، ويعلم إجماع علماء الأمة على بطلانه إجماعًا ضروريًّا؛ كإجماعهم على أن الاعتكاف في المساجد أفضل منه عند القبور)، وقال: (ولا يلزم من كون أبدانهم أفضل أن تكون مساكنهم أحياء وأمواتًا أفضل؛ بل قد علم بالاضطرار من دينهم أن مساجدهم أفضل من مساكنهم).
(٢) أخرجه البزار (٤١٤٢)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٤٥٣)، والبيهقي في الشعب (٣٨٤٥)، وابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٣٠)، من حديث أبي الدرداء مرفوعًا، وفي إسناده: سعيد بن بشير الأزدي، قوَّاه شعبة وابن عيينة ودحيم، والأكثر على تضعيفه، قال البزار: (وإسناده حسن)، وقال ابن الملقن: (وسنده محتمل)، وضعفه الألباني، وله شاهد من حديث جابر عند ابن عدي (٩/ ٥٢)، وضعَّف إسناده ابن حجر.
وأخرج ابن ماجه (١٤٠٧)، والطبراني في الكبير (٥٤)، من حديث ميمونة بنت سعد مرفوعًا: «ائتوه -أي مسجد بيت المقدس- فصلوا فيه، فإن الصلاة فيه كألف صلاة»، وقال العراقي: (إسناده جيد)، وضعفه غيره، فقال الذهبي: (هذا حديث منكر جدًّا)، وأطال في الكلام على علته، وقال ابن حجر في الإصابة في ترجمة ميمونة بنت سعد عن حديثها هذا: (فيه نظر)، ووقع في مقدار المضاعفة في المسجد خلاف، والأحاديث الواردة لا تخلو من مقال، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما في المسجد الأقصى فقد روي: «أنها بخمسين صلاة»، وقيل: «بخمسمائة صلاة» وهو أشبه).
ينظر: مجموع الفتاوى ٢٧/ ٨، ميزان الاعتدال ٢/ ٩٠، البدر المنير ٩/ ٥١٦، المغني عن حمل الأسفار ص ٢٨٨، التلخيص الحبير ٤/ ٤٣٧، تهذيب التهذيب ٤/ ١٠، الإصابة ٨/ ٣٢٥، الضعيفة (٥٣٥٥).
(٣) ذكره ابن الجوزي في تاريخ بيت المقدس ص ٤٥، فقال: (وفي حديث آخر عن أبي المهاجر قال: قال رسول الله : «من صلى في بيت المقدس غفرت ذنوبه كلها»)، ولم نقف على إسناده.